ماذا تعني زيارة وفد جنوبي يمثل المجلس الانتقالي . وفد ثقيل وعالي المستوى يوافي موسكو برئاسة عيدروس الزُبيدي ؟ وبنظري انها تعني الكثير فهناك مؤشرات ان روسيا الإتحادية بقيادة -بوتين -سوف تترسم مستقبلا وبوعي وثقة علاقاتها التاريخية مع الجنوب .
لا زالت الجنوب تتفهم وتقدر تلك العلاقات الوطيدة مع الاتحاد السوفيتي . كم من القيادات السياسية والخبراء والعسكريين والطلاب درسوا وتخرجوا من افضل اكاديميات الاتحاد السوفيتي .
-ووفق وثائق جامعية روسية فإنه جرى تخريج حوالي 50 ألف طالب وخبير يمني ومتدرب في مختلف الاختصاصات منذ بدء علاقات التبادل الثقافي والدراسي بين الجانبين-
كنت اتابع مقابلة مع خبير عسكري روسي، وتحدث ان سلاح المدرعات في الجنوب وقبل الوحدة -كنوعية - أكثر حنكة وتدريبا وجاهزية مقارنة بسلاح المدرعات السوفيتية، وهذه شهادة خبير عسكري روسي رفيع .
كانت بلاد الاتحاد السوفيتي المترامية الاطراف من روسيا الى اوزباكستان الى اوكرانيا وجورجيا واذربيجان تتوجه لها البعثات الطلابية الجنوبية حتى اصبحت اللغة الروسية لغة المجالس في عدن .
هذه الارث والسيرة من العلاقات رسخت في وجدان الشعبين الثقة والفهم وان تغيرت المناهج السياسية والايدلوجيات .
لن يذهب وفد الانتقالي وبهذا الحجم والشخصيات للتعرف على شتاء موسكو ولا لالتقاط الصور امام مبى الكريملن ولا لحضور مسرح البلوشوي العالمي او ليتناول الكافيار ، بل ذهب الى موسكو لانها ثاني اهم عاصمة سياسية في العالم كما وانها جزء من التاريخ السياسي للجنوب .
اليوم تتجه الانظار الى موسكو وهناك سيدور الكلام الذي تعرف روسيا الاتحادية صدقه، وتقدر موثوقيته ، فقد عرفنا السوفيت في فترات دقيقة من تاريخهم وكانت الجنوب وستبقى الصديق الوفي.
هناك من كأني اسمعه يقول ! لقد تغير كل شيء منذ تسعينات القرن الماضي، فلا الجنوب ، جنوب كما وتبدلت العلاقات والايدلوجيات ! وفي هذا الصدد اقول ان لدينا في الجنوب مع السوفيت، تاريخ من العلاقة والفهم توطد خلال سنوات طويلة، وهو يمثل الاساس لبناء روابط وثيقة سواء ثقافية او اقتصادية او عسكرية .
على ان الجنوب ككيان في طور التشكل ، عليه ان يوثق علاقاته بدول مهمةومنها المملكة والامارات ومصر وروسيا وبريطانيا وامريكا والصين ولن استثني سلطنة عمان .
اليوم اصبحنا الرقم الصعب وكما قال - مارتن جريفتس- ان الجنوب هو اليوم الطرف المفاوض مع كل الاطراف، سواءً الشرعية او انصار الله ، وحضورنا وقوتنا نستمدها من الارض الجنوبية المحررة، والثقة التي اكتسبها الانتقالي في ان له هذا الامتداد العالمي والثقة والقدرة على اقامة الاتصالات والعلاقات
مع الدول من حولنا .
فاروق المفلحي