الشيخ عثمان والبسطات...

2021-01-27 06:43

 

كنت كلما امر بالشارع الرئيسي للشيخ عثمان اعجب لذلك التعدي على الشارع العام والوحيد .

 

تزدحم في الشارع من الجهتين البسطات فتحول الشارع الى ممر او - زقاق- وترى الزحام والركام وكاننا في يوم زيارة دينية .

 

بداء الحال واستمر فهناك بسطات تتوسع وملاك بسطات آثروا تاجيرها، وهناك قطاع كبير من المنتفعين والمتنمرين .

 

لكن البسطات هي مصدر عيش اسر كثيرة وترى المتعطل يشتري له عربية او يقيم له بسطة خشبية او يفترش الارض او يتخذ له زاوية في ناصية الشارع .فنحن في حالة حرب وكورونا وبطالات وفقر  استراح ونام.

 

وتتزاحم البسطات وتتوسع فتحتل الشارع وتجعل عبور السيارات يحتاج الى مهارات وصراخ حتى تسلك سيارتك ذلك المضيق.

 

 لكن وبنظرة إنسانية فان البسطات مصدر حياة الفقراء والارامل والمتعطلين الذين جارت الحياة عليهم، وتعيل هذه البسطات اسر فقيرة وبدونها سوف يتحولون الى طاقة معطلة بل وقد تنحرف .

 

والبسطات يمكن ايجاد حلول لها لكن بدراسة احوال اصحابها وعدد افراد اسرهم وكذلك حالة صاحب البسطة، بل ودراسة المواقع ونوعية البسطات وتوزعها وانتشارها في احياء المدينة  .

 

هناك حلول لنقلها من الشوارع  لتهيئة الشارع لاداء وظيفته وهو عبور السيارات والارصفة لعبور الناس والابقاء على فرص العمل والكسب للاسر الفقيرة .

 

قد ربما هناك من يقول ان البسطات تؤجر ، وهي ليست لمن يعمل بها ! لكننا هنا امام شخص اتخذ من البسطة مصدراً لرزقه وكسبه اليومي .

 

فطنت المملكة العربية السعودية لهذا الامر  فخطط لساحات كبيرة مفتوحة للحراج وبيع المستعمل من اثاث واجهزة وقطع غيار وخردوات، كما فتحت اسواقا واسعة لحراج الخضروات والفواكه، بل وهناك مناطق لبيع المستعمل من الملابس .

 

وهناك ادارة لهذه الساحات ومواقف وخدمات ودورات مياه وشرطة . تعج هذه الساحات بالبائعين والمشترين من كل فئات الشعب ، وعلى ذلك تخطط بلدية كريتر والشيخ عثمان  .

 

في روما فطنت رئيسة البلدية الى ان ماسحي الاحذية يشكلون تشويهاً لمنظر الشوارع في مدينة روما الساحرة . فقامت بعمل تصميم كبائن جميلة لماسحي الاحذية ووزعتها بايجار رمزي  فاصبحت هذه الكبائن منسجمة مع عصرية المدينة ومريحة للعامل والزبون .

 

الفقراء والنساء الارامل هم الشريحة التي تعاني من الاقصاء والهوان والتهميش وهناك معاقين ومحدودي الحياة ومسنين تشكل لهم البسطات انقاذا من هوان الحياة وقسوتها .

 

الحلول يجب ان تكون انسانية ويجب ان تدرس بوضع الانسان نفسه في مكان صاحب البسطة

انسنوا القرارات ولا ولتاخذكم الرأفة عند اتخاذ القوانين .

 

فاروق المفلحي