امة العرب قليلا ماتقرأ وكثيرا ما تتكلم ولكن هذا القليل لا اقول انه لايفهم ولكن بسرعة ينسى واذا فهم ولم ينس فلا احد يسمع له او يقبل منه..
*والتجارب اكثر من ان تعد وتحصى.. والمسألة اليمنية واضحة ومعروفة للعرب منذ عام 1962م الذي تمثل في تدخل عربي فج حاول تغيير موروثات عقائدية واعراف مجتمعية تجذرت وتعمقت في المجتمع اليمني الذي يتسم بعلاقات مركبة تسيطر عليها اثنيات واعراق مختلفة عاشت في تلك الرقعة الجغرافية التي تقع على شمال وغرب الجنوب العربي واخذت تسميات متعددة طوال التاريخ القديم والوسيط والحديث منها (معين) الذي استبدلوا تسميتهم الى سبئيين وهم معانيين سومريين من الشعوب السامية لكن على خلاف في عروبتهم ..!!والهضبة السعيدة ثم ارض الحبشة ثم فارس وكلها محاولات لاستزراع قوميات غير عربية في جزيرة العرب منطلقين مما كان يسمى في التاريخ العربي القديم ارض كحلان الممتدة من هجر كحلان الى منتهى ارض دوس عند جبال الحجاز وتصدى لتلك الاطماع الاجنبية في جزيرة العرب وسواحلها وخليجها العربي العرب الجنوبيون ببسالة وظلوا محافظين على عروبة الجزيرة والخليج حتى بزغ فجر البعثة المحمديه (على صاحبها وآله افضل الصلاة والسلام )وانتقلت المنطقة بله البشرية الى طور جديد من الثقافة يعتمد على مفهوم الامة الاسلامية ورسالتها الثقافية .. ومن ذلك الهضبة "السعيدة" حتى انهارت دولة الخلافة العثمانيه عام 1917م وظهرت دولة مستقلة وفق مخرجات سايكس -بيكو باسم اليمن (بهدف استزراع قومية غير عربية توسعية ) بنفس مفهوم القومية الشامية (...؟!!).
لن اغوص كثيرا في التاريخ فكما نشأت المسالة اليمنية ..ظهرت القضية الجنوبية التي تم احتواءها من قبل خليط من دعاة القومية العربية الضيقة ودعاة القومية الشامية لصالح دعاة القومية اليمنية التوسعية بجذورها الحبشية والفارسية والتركية المعادية للقومية العربية .. وكانت حرب 1994م بداية انهيار كل اساليب الغدر والاحتيال والزيف وافتضاحها .. وعادت القضية الجنوبية الى مسرح الاحداث بعد قتلها عام1967م وتنفيذ الاتفاق على دفنها عام 1990م..
وجاءت حرب اليمن التي تدور رحاها منذ عام1994م ليضاف إليها بعدا أكثر اتساعا عام 2015م وأجلت الحقيقة واظهرتها للجميع وتحديدا لدول التحالف وتتجلى تلك الحقيقة في ضرورة القبول بدولة يمنية حديثة وفق ثقافة اهل المنطقة التي تعارف عليها القانون الدولي (باليمن السياسي العربي) .
واهمية القبول بمطالب شعب الجنوب العربي لاستعادة استقلاله وهويته وقيام دولته (دولة الجنوب العربي) الذي هو اقدم من سايكو _ بيكو على خط استقلال الوطني 1967م..
لكن اين للعرب ان يستفيدوا من تجاربهم..؟!!
فقد كرروا التمسك بنفس الادوات القديمة التي تعد جزءا من المشكل وليس جزءا من الحل, ولهذا طالت الحرب بخسائر باهظة إلى عامها السابع ولربما تطول اكثر لتحقيق اهداف اكبر من (اليمن السياسي العربي) وجاره الجنوب العربي.
الباحث: علي محمد السليماني
26يناير2021