نشر موقع تاربة الالكتروني حديثا شاملا مع عظمة السلطان الدكتور غالب بن عوض القعيطي تحدث فيه بوضوح عن آماله وتطلعاته أثناء تولية عرش سلطنة القعيطي والعوائق التي واجهت وحدة السلطنات الحضرمية الثلاث القعيطي والكثيري والواحدي ثم وسلطنة المهرة بعد اتجاه سلطنة الواحدي لدخول اتحاد الجنوب العربي و نفس الصعوبات واجهت تلك السلطنات القعيطية والكثيرية والمهرية وهو كلام واقعي بعض أحداثه عايشناها أو عشناها..
وعلي هنا أن أوضح بعض الأخطاء التي تكرارها قد يتسبب في مخاطر جسيمة تهدد الجنوب العربي برمته في معتركه الراهن وللاستفادة منها في المعترك الراهن والمستقبل .
فقد كانت سلطنة القعيطي ومثلها الكثيري ترفضان الدخول في الاتحاد وتمادتا في تأخير الدخول فيه مما عطل اكتمال بنيانه كما لم يتم العمل على قيام اتحاد مماثل ربما بمشورة خارجية مغرضة تستهدف التوسع على حساب تلك السلطنات الصغيرة بينما بريطانيا خلافا للسياسات الاستعمارية (فرق تسد) كانت حريصة على (وحدة) ولو فيدرالية لمنطقة الجنوب العربي تضم كل تلك السلطنات لكي تتمكن دولته المستقلة من مواجهة الأطماع التوسعية في هذا الجزء من جنوب شبه الجزيرة العربية ولكن حدثت المماطلات والمخاوف البسيطة والتسويفات وتدخلات ليست بريئة وكان الزمن يمضي بسرعة وبريطانيا مستعجلة على الرحيل بعد إغلاق قناة السويس في حرب 1967م والأرض قد هيأتها منذ مطلع خمسينات القرن الماضي رابطة الجنوب العربي (لوحدة الجنوب العربي واستقلاله) وأصبحت الأرض جاهزة للاستقلال والوحدة منذ عام 1959م فجاء من قطف الثمار وياريت اكل منها وترك للأجيال شيئا منها ولكنه بنفس الاخطاء السابقة ساورته الشكوك في الشركاء الوطنيين فتقاسمها مع قوى كثيرة.. ثم سلمها لليمن بشراكة وحدوية واليمن وجدها فرصة وقال كل شيء لي وحدي حتى وصل بينهم الخلاف على محاصصة الكعكة كما كانوا يتحدثون إلى درجة مستفحلة لم يتفقوا عليها. فحدث الخلاف بينهم ومازال مستمرا ولكن مازالت الأطماع التوسعية التي كانت قائمة قبيل الاستقلال مازالت مستمرة في (تفيد) هذه الكعكة مؤكدة صوابية رؤئ بريطانيا بضرورة وجود اتحاد للدولة المستقلة قادر على الحياة و قادر على الدفاع عن نفسه وأرضه ..
ونأمل أن يكون القادم منصف ويعطي كل ذي صاحب. حق حقه ويبقى الجنوب العربي بحدوده من المهرة شرقا إلى المندب غربا وطنا بدولة اتحادية مستقلة ..
وفي هذه العجالة أتوجه بالشكر لعظمة السلطان غالب بن عوض القعيطي على ما بسطها من معلومات قيمة والى جلالة السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار على جهوده الوطنية. ونتأمل أن يكون الجميع قد استفاد من التجربة المريرة التي عاشها الجنوب العربي وشعبه العظيم.جراء تعميق خلافاته والتدخلات فيه والعمل على تمزيقه واضعافه وتقاسمه بالكيلو متر ان يتوحد كل شعب الجنوب العربي وقياداته كافة للوقوف معه في وجه تلك الأطماع التوسعية ونهج السياسات اليمنية لاضعافه وتقاسم أرضه وثرواته ولو حتى مع الآخرين ممن يدعمون اطماعهم .
الباحث/ علي محمد السليماني