التنمية والحكومة الجديدة.....

 

وحكومة المناصفة- والتي ولدت بعد مخاض عسير ، وهي اليوم المعنية بمشروع التنمية والنهضة في الجنوب .

وحكومة المناصفة والتي يصل اعضائها تباعا  الى عدن فلنا  ان نذكرهم ان شهور الاسترخاء  وترف خدمات فنادق الخمسة نجوم ، قد مضت وأنقضت وعليهم اليوم ان يخشوشنوا وان يتأهبوا لاحداث المتغيرات الملهمة لخدمة الوطن والتنافس التنموي الملهم بين  عدن وصنعاء  .

 

 هناك من قال ان الحكومة بقطبيبن او جناحين مختلفين  ! نعم ان الحكومة بجناحين ولكن هكذا تنهض الصقور وهكذا تتوازن الاجسام المحلقة في الاعالي فلا ينهض الصقر بجناح سليم وجناح مهيض.

 

على ان التنمية والنهوض بالجنوب يمثل التحدي الكبير في كسب جولات الحرب ، فاعظم الانتصارات واقواها وامضاها هي انتصارات التنمية والنهوض بالاوطان من هوانات الفساد وربقة التخلف والاختلاف والفقر .

 

اليوم عدن تستقبل افواج وزراء الحكومة وسوف يكتمل وصولهم في الايام القادمة . واليوم تم تعيين مدير الامن اللواء الركن مطهر الشعيبي ،  وقيل عنه انه من انزه واشجع رجال الامن، وسيرته تشهد له بالثبات والهمة والاخلاص .

 

على ان الجنوب وخلاصه من عناءآته يمثل اليوم التحدي والامتحان الصعب لهذه الحكومة، فالجميع يتوقع ان يتوفر الانسجام والعمل المنسق بين كل الوزارات لكسب الرهان واثبات حس المسؤولية وامعان التفكير بقضايا المواطن وخدمته .

 

الحرب بالاسلحة تتوقف عادة بعد حين، لكن حروب الإنسان مع التخلف والجهل والفقر والمخاطر والجوائح تبقى مستدامة، ولن ينتصر عليها الانسان بالضربة القاضية بل يبقى في حالة استعداد وبذل الجهد وعناء  للتخفيف منها او اتقائها .

 

ما هو امل او امنيات المواطن من الحكومة الجديدة التي تستقبلها عدن بكل ثقة وأمل ؟

 

ان الامال تتركز حول احداث نقلة في موثوقية الخدمات من كهرباء وماء وتحسين شبكات الصرف الصحي واستتباب الامن وكذلك الحد من الانهيار المخيف للعملة،  بل وانتظام صرف الرواتب والتي بدونها سوف تختل الحياة وتعظم المخاطر .

 

هناك من يتوقع ان يدب الخلاف بين جناحي الحكومة!  فاذا وقع مثل هذا فليس لهم الاّ الاحتكام لدول التحالف والرئيس عبد ربه منصور هادي .

 

لن يقبل الناس باختلاف ومشاكسة الوزراء لبعضهم البعض فمن لا يستلهم اهمية العمل الجماعي وروح الفريق فعليه ان يقدم استقالته ، فسفينة الوطن لا تقبل ان يختلف الربان والملاحين لتغرق في عرض البحر .

 

وكلمة اخيرة لا تستسلموا لليأس او تركنوا الى الدعة والاسترخاء فانتم في مهمة عظيمة تتنافسون فيها لابراز الفرق بين الاخلاص والفساد وبين التنمية والتخلف وبين الجد والهزل وبين القول والفعل .

 

وأعلموا ان اعظم سلاح تهزمون بهم المنافسين -ولن اقول الاعداء- !  هو ما سوف تحققونه في قادم الايام لهذا الوطن من ازدهار وأمان، فلقد منحكم الشعب  ثقته وهو القادر ان ينتزعها منكم في لحظة نكوصكم وتخاصمكم وعجزكم .

 

فاروق المفلحي