تهريب الشيخ عبدالمجيد الزنداني من السعودية الى تركيا يثبت أن حزب الإصلاح أفضل حزب ييرع بتهريب البشرـ البشر المهمين طبعا ـ وليس فقط بالتهريب داخليا من محافظة الى محافظة بل بالمنطقة كلها، من دولة الى اخرى مثلما يفعل بتهريب حاجات أخرى من اصعب المنافذ والممرات المحصنة أمنياً. فتهريب الزنداني ليس بالأمر الهين حين يتعلق الامر بالحديث عن دولة مغلقة مثل السعودية وأمنها الفولاذي.
… عملية التهريب هذه ليست من نسج الخيال، بل أكدتها مصادر مقربة من حزب الاصلاح ومن الزنداني نفسه بواسطة محمد العمراني، سكرتيره السابق، ولو ان هذا الأخير قال أن الشيخ غادر السعودية بشكل طبيعي وليس هروبا.
ولكن من المستبعد ان يكون خروجه برضاء سعودي، خصوصا بعد أيام من تصنيف المملكة للحركة الاخوانية بحركة ارهابية، ضف الى أن القبضة الامنية السعودية صارمة، ومع ذلك استطاع الاصلاح ان ينفذ منها، ان لم يكن بالموضوع صفقة سعودية تركية غامضة، خصوصا وأن السعودية بالايام القليلة الماضية تسعى لتلطيف الاجواء مع اوردغان برغم وصم السعودية للاخوان بالارهاب، وبرغم قرار مقاطعة البضائع التركية.
فالسعودية برغم كل ذلك تعرف ان أردوغان قد علا كعبه بالاشهر الاخيرة بكثير من الأصقاع، من تدخله الجريء في ليبيا و انتصاره الخاطف باذربيجان وصولا الى ثباته امام الضغوطات الاوروبية، وعجرفته في سورية وهيمنته على قبرص، ونفوذه بالقرن الافريقي.