من قمة المجد إلى قاع الانحطاط

لم تتهاوى هذه الأمة من على قمة المجد ، لتقع على قاع الانحطاط ، كالذي يتخبطه الشيطان من المس ، إلا بعد أن سيطر عليها حب الشهوات ، من سلطة ومال وخمر ونساء ، وخضعوا لاهواء النفس الإمارة بالسوء ، ولم يسمعوا لصوت العقل ، ولم يعملوا بما أمر الله ورسوله به ، ولم ينتهوا عن ما نهى الله ورسوله عنه . ومن المؤكد إن أمة سيطر عليها حب الشهوات ، وخضعت لاهواء النفوس الإمارة بالسوء ، ولم تعمل بما أمر الله ورسوله به ، ولم تنتهي عن ما نهى الله ورسوله عنه ، لن تهتدي ابدا إلى أسباب التقدم والرقي والتحضر ، والتي تتمثل في الحرية والعدالة والمساواة ، والعلم والعمل المؤدي إلى وفرة الإنتاج المادي . اي إن كل ما نحن فيه اليوم من وهن وتبعية ، واحتلال مباشر وغير مباشر ، وحروب وفقر وجهل وتخلف ومرض ، لن يزول إلا بإزالة تلك الأسباب التي أدت إليه ، ولن نستطيع أن نضع أقدامنا كأمة ، على أولى درجات سلم التقدم والرقي والتحضر ، إلا بالأخذ بأسباب التقدم والرقي والتحضر السابقة الذكر ، ما لم يكن ذلك ، سنظل على قاع الانحطاط كالذي يتخبطه الشيطان من المس .