عثرت في ارشيف المرحوم سعيد عبدالوارث الإبي على نسخة من رسالة مطبوعة على الآلة الكاتبة، وموجه من الأمين العام لجبهة التحرير عبدالمجيد الأصنج في شهر أبريل 1967 إلى اجتماع وزراء الخارجة العرب في الخرطوم، ابلغهم فيها بأن بريطانيا عرضت على الجبهة استلام استقلال الجنوب مع اشتراطها ان تشرك معها في الحكومة بقية القوى السياسية ومنهم السلاطين.
وقال في الرسالة ان الجبهة رفضت العرض وانها ابلغت بريطانيا بان عليها ان تسلمها الاستقلال بدون قيد أو شرط، وأوضح بان تشكيل حكومة من عدة قوى لا يخلق انسجام داخل الحكومة، وان الجبهة لا تعترف بالسلاطين ولا يمكن أن تشركهم بالسلطة، وبالنسبة للقوى الوطنية مثل الجبهة القومية وحزب الرابطة فيترك الأمر لتقدير الجبهة ذاتها.
غلطة الجبهة أنها اهملت نشاطها في الداخل، وراهنت كثيرا على علاقاتها الخارجية وعلى الاعتراف العربي بها كممثل لشعب الجنوب، فنام قادتها وفي بطونهم بطيخ صيفي في فنادق القاهرة، وفي الأخير ذهب البطيخ وذهب النوم.