حضرموت...تفضح من ينهبها.

2020-09-26 05:49

 

حضرموت، المحافظة الجاثمة على بحرٍ من النفط والغاز، تنتفض غضباً احتجاجا على انعدام الخدمات وتردي الأوضاع، والمحافظ يهدد بتوقيف ضخ النفط،وهذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها المحافظ مثل هذا التهديد دون أن يفعل.!

   

ما يجري في حضرموت من تغييب متعمد للخدمات  -الذي تنتهجه السلطة المسماة بالشرعية وبرضاء سعودي- لا ينفصل عما يجري في سائر المحافظات، مع فارق إن الحال في حضرموت يسقط الذرائع التي تتخفى خلفهم السلطة المسماة بالشرعية ،من قبيل ذريعة المجلس الانتقالي، وحكاية نهب الحاويات، وذريعة الإدارة الذاتية للانتقالي وسواها من الذرائع.كما أنه أي الحال المتردي في حضرموت يكشف الكذبة الكبيرة  القائلة بأن الموارد والثروات  قد صارت تحت تصرف أصحاب الشأن بالمحافظات النفطية خاصة، كما ويفضح الطُــرفة السمجة التي نسمعها كلما احرزت القضية الجنوبية انتصارا سياسياً محلياً وإقليماً: (القضية الحضرمية و حق أبناء حضرموت في التمثيل الحكومي،  وينسف الذريعة القائلة بأن المليشيات هي من تعيق توفير الخدمات وتمنع الحكومة من القيام بواجباتها الخدمية..).!

 

 فالنهب في حضرموت وشبوة أيضاً ما يزال  يجري على قدمٍ وساق كما كان منذ ربع قرن, بل وقد زادت وتيرته منذ بداية هذه الحرب على يد ذات القوى المتنفذة وشركاتها الوهمية وعسكرها ومشائخها النهبوية الذين يستأثرون بقطاعات وحقول نفطية غازية كاملة بالتواطئي مع شركات  نفطية عالمية منذ عام 94م ،ولم تبقِ هذه القوى لأصحاب الأرض سوى التلوث ورائحة الدخان، أو في أحسن حال أبقت لهم وظيفة خدمة حراسة الأنابيب، حماية طُرق سير قاطرات النهب....فهذه المحافظات كما هي في نظر قوى الفيد، بقرة حلوب يتم حلبها حتى الجفاف ,ورمي الفتات مما تبقى لأصحابها من هذه الثروات.

  • الشاعرأحمد مطر:

حلب البقّال ضِرعَ البقرة

ملأ السطل ... وأعطاها الثمن

قبّــلت ما في يديها شاكرة

لم تكن قد أكلت منذ زمن

قصدت دكانه

مدَّتْ يديها بالذي كان لديها

واشترت كوب لبن.!