الحياة ممارسة و تجارب و أخطاء، اولا لا أنكر بأنا كجنوبيين تغير وضعنا السياسي منذ بداية الحراك الى يوم هذا و بفضل مجاميع كبيرة من الشرفاء و المخلصين اصبحت القضية الجنوبية معروفة و واضحة عربيا و عالميا، اي أن الكثير من المطلعين على أمور السياسة في العالم يعلم بأن لنا قضية عادلة و نحن ليس مجرد مجموعة انفصالية متطرفة.
لاشك بأن هناك مكونات جنوبية عدة و كلها تقول بأن هدفها هو استعادة الدولة، و لكن للأسف لم يوضحوا كيف، باستثناء المجلس الانتقالي الذي هدفه واضح و جلي.
نحن لدينا تجارب ناجحة في ادارة و تسيير دولة ناجحة، اذا ما هو الخطأ الذي نكرره منذ عام ٢٠١٥، طبعا لا ننسى بأن الحكومة الشرعية وظيفتها الرئيسية هي تشتيت و تفتيت اي مشروع جنوبي يهدف الى تحسين الوضع في المناطق المحررة و لا يوجد لدينا ميزانية على الإطلاق ماعدا حين يتكرم و يتفضل التحالف برمي بعض الفُتات علينا.
ماذا لو جلسنا و تأملنا كيف كان يفكر أهلنا قبل الاستقلال و كيف كانوا يديروا أمورهم و كيف كانوا يحلو خلافاتهم.
قد يكون اقتراح ساذج مني و لكن يجب أن نسأل انفسنا و بكل صدق و أمانة لماذ نجد أنفسنا غير ناجحين في إحراز نوع او بعض من التقدم الى ما نصبو اليه.
التحالف لا يهمه إستقلال الجنوب، التحالف مشغول كيف يوازن بين المكونات اليمنية في الشمال و يحرص على ان لا تميل الكفة لصالح الانتقالي و مؤيديه، ، و هي الغالبية العظمى من الجنوبيين.
التحالف لا يستطيع أن يمنحنا استعادة الدولة و كل ما يعمله الان هو اعطائنا وهم استعادة الدولة و حتى هذا الوهم يقدمه لنا على طبق من شوك.
غسان لقمان
١٣ سبتمبر ٢٠٢٠