لا تخذلوا عدن وأهلها

2020-09-01 23:33

 

نثق بعقلية المحافظ (لملس) ونعتقد أن رجل بتجربته و خبرته بالسلطة يدرك أن كرسي محافظ عدن و خاصة في الظروف المعقدة التي تعيشها المدينة ،بمثابة تحدً كبير و كبير جدا ، وإذا شعر للحظة أنه سيفشل لن يقبل المنصب و سيجازف بإحراق نفسه.

* التركة ليست ثقيلة فقط و لكنها قديمة أيضا و لكننا نعتقد أنه يملك كثيرا من مفاتيح النجاح ، فهو ليس جديد على عدن و يعلم تفاصيل سلطتها ، بالإضافة إلى مرونته السياسية التي تجعله إلى حد كبير مقبولا من الجميع.

* لكن شخصا واحدا مهما كانت عبقريته لا يستطيع التغيير ، فإذا لم تصدق النوايا فإن إخفاقه وارد ، وهذا ما يخشاه المواطن البسيط الذي لم يعد يملك ما يبكي عليه ، فعدن و أهلها يكفيهم ما فيهم و الضرب في الميت حرام.

 

 * فخامة الرئيس (هادي) أنتم مدينون لعدن و أهلها الذين حفظوا ماء وجه شرعيتكم و يستحقون أن ترد لهم جميلهم ،فهم مازالوا يتعشمون فيكم خيرا و يتمنون أن تصدقوا بوعدك ، فلا تخذلهم هذه المرة و إذا مازالت بينكم و بينهم شعرة فلا تتركهم يقطعونها ، فتخسروا عدن إلى الأبد . كل ما نطلبه  منكم أن تحيدوا السياسة و حساباتها القذرة عن معاناتهم و اعلموا بأن (لملس) إذا فشل سيغادر و ربما يجد مكان آخر و لكن لعنة البسطاء ستضل تلاحقكم إلى قبروكم.

* كما لا نستطيع أن نعفي دول التحالف و خاصة السعودية من مسئوليتهم الأخلاقية و الإنسانية ونظن أن دعمهم للمحافظ الجديد فرصة لتحسين صورتهم ولا نريدهم أن يؤسسوا لنا هيئة ترفيه أو وزارة لسعادة و لكن يشعروا بأننا بشر من لحم و دم و ليس مجرد صفقة وملف سياسي على طاولة وينتظروا أن نموت بالوكالة ، ففتات خزائنهم المفتوحة للعالم يكفي لإعمار عدن كلها و ليس فقط شراء محطة كهرباء أو بوزة ديزل و ماطور مياه و كيس تمر!.                       

* حك رأسه و نتف شنبه و قال: " قولوا لصاحبكم أننا سنقف معه ، بس لا يفرح بوسامته ، عدن تريد بلطجيا يخرج الحق و الباطل من لصوصها ، و المسؤلون الذين تزاحموا لاستقباله و تسابقوا على عناقه أكثرهم فاسدين و سيجدهم كل يوم في ديوانه، و لكن إذا حدث و سقط لن يطبطبوا على كتافه ، هذا إذا لم يطعنوه و يدقوا مساميرهم في نعش سلطته".

* حديث عواطفنا و مواقفنا الشخصية قد تدعمه في بداية مهمته و لكنها لن تصنع إنجازاته ،فالميدان حكم عادل سيكرمه أو يعلق الجرس على رقبته.   

- نشر في صحيفة الأيام عدد اليوم.