مؤشرات عديدة تقول إن مارب المدينة وما تبقى من المحافظة على وشك السقوط بيد الجماعة الحوثية، وإن الجماعة رسمت خطة محكمة للسيطرة على المدينة من ثلاث جهات، وجهابذة العلوم العسكرية، أصحاب خبرة العقود المتطاولة في خوض الحروب مشغولون باختيار نوع الوجبة في فنادق الرياض الجميلة.
يصيبني الألم والخوف عندما اتذكر الشهداء من أبناء مأرب والجوف الأبطال الذين حرروا كل مديريات المحافظتين وأوصلوا الجماعة الحوثية إلى فرضة نهم ومثلث برط على الطريق إلى صنعاء، لكن القادة عديمي المسؤولية والمحترفين في كل شيء إلا في الدفاع عن الأوطان باعوا كل تلك التضحيات للحوثيين بثمنٍ بخس، وربما بلا ثمن سوى إغاضة التحالف العربي.
صديقي عبد الوهاب طواف كتب منشورا تحذيريا خطيرا ومهما عن مسارات الأحداث في مأرب واتهم كل الجهات بالانشغال عن مأرب بتفاهات وصغائر لا قيمة لها ولا جائزة ترجى منها.
ولم يفته الزج باسم الانتقالي في احتمالية سقوط مارب بيد الحوثيين.
صحيح إنه لم يفعل كما فعل زميله علي العمراني باتهامه المجلس الانتقالي الجنوبي بالتسبب في سقوط الجوف في ايدي الحوثيين، لكن لعن الانتقالي وشيطنته صارت لازمة لدى كل الفاشلين من الأشقاء الشماليين يتعرضون لها بمناسة وبدون مناسبة، حتى لو كانوا يتحدثون عن فيضانات صنعاء وانهيارات الآثار التاريخية فيها.
لكل الزملاء والأصدقاء ولكل جماهير الشعب الشمالي نؤكد أن الجنوبيين معكم ومع تطلعاتكم من أجل التحرر من اتباع إيران واستعادة دولتكم وقد وصلت القوات الجنوبية إلى مشارف الحديدة بصحبة المَقاومة التهامية وبدعم قوات التحالف العربية، لكن قادتكم سارعوا إلى استوكهولم ليحرموا أبناء الحديدة من تحرر لا يتحكم بنتائجه هؤلاء القادة، فلا هم حافظوا على الأراضي التي حررها ابناؤها ولا هم خططوا وعملوا لإلحاق الهزيمة بالمشروع الإيراني ولا هم تركَوا الأهالي ليواصلوا مقاومتهم للمشروع الانقلابي بطريقتهم ووسائلهم.
سامحونا أيها الأشقاء الأعزاء، فلن نستطيع مساعدتكم في الدفاع عن مأرب لأن القوات التي يفترض أن تحمي مأرب، تقتل أهلنا وقواتنا في شقرة وقرن الكلاسي وفي نصاب وَجردان وحبان.