بدأت نبرة الإعلام الموالي لدول التحالف العربي ضد الاصلاح تتصاعد بشكل ملفت في اليومين الماضيين متهمة إياه بالتعاون مع الحوثي خدمة للمشروع الاقليمي المعادي للتحالف والذي ترعاه وتدعمه قطر تحت مظلة الشرعية، منذ زيارة رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك الاخيرة الى مصر وجاء على لسانه: (ان الدوحة تعمل حاليا على اضعاف الحكومة الشرعية وافشال جهود استعادة الدولة وخلق بؤر توترات في بعض المحافظات وتمويلها واطلاق حملات تشويش هي جزء من هذه السياسة التخريبية).
واضاف :(أن الدولة لن تقبل بوجود مجاميع مسلحة خارج مؤسساتها ولن تقبل بنشاط مجاميع ترتبط بأجندات غير وطنية، ونحن في الحكومة اليمنية، ومن منطلق ثوابتنا في أهمية التقارب والتكامل العربي، نتمنى أن تعود قطر إلى محيطها العربي، وأن تعمل مع الأشقاء في منطقة الخليج على تعزيز التكامل والتعاون العربي".
ولأول مرة تغرد الحكومة بعيدا عن سرب الاصلاح، والتصريح بتورط قطر في دعم مليشيات الحوثي عبر ادواتها في الشرعية التي اتخذوا منها اي الشرعية قاربا يبحر بسلام وأمان في دهاليز "إدارة الازمة اليمنية"، العربية منها والدولية.
ان تصاعد هذه النبرة على المستوى الرسمي في هذا التوقيت هو تحول إيجابي لصالح تحرير الشرعية من سطوة الاخوان، ووقف نزيف التحالف في غير موضع وهذا من جهة ، ولصالح وقف الحرب وحلحلة الامور في الجنوب نحو التهدئة والدفع بالتصعيد باتجاه " تعز " من جهة اخرى.
لا استطيع الجزم من ان موقف رئيس الحكومة المتقدم من قطر وادواتها في اليمن ،والمتماهي مع ما يتناولة الاعلام الموالي للتحالف يهدد منصب الرئيس هادي او يستبدله بمعين او شخص آخر كما يشاع ، لان من شان ذلك ان يتضمن اتهام الرئيس بالانتماء للإخوان بالضرورة ، لكنني اجزم ان يتطابق كليا مع موقف الانتقالي الرسمي من سياسة قطر التخريببة والتي ينفذها الاخوان حرفيا في الجنوب وعدن بصفة خاصة، وهو ماينسجم إجمالا مع مانؤكد عليه في كتاباتنا ونتناولاتنا اليومية في وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي لايمكننا انكار دور الانتقالي في كشف الحقائق واثباتها بالدليل واقناع التحالف والاقليم والعالم بما حدث ويحدث على الأرض ، كما لا يمكننا تجاهل مواقف كلٍ من "مصر والاردن وتونس" من تنظيم الاخوان مؤخرا وبان موقف التحالف والشرعية لن يكن بمعزل عن تلك التطورات المتسارعة في المنطفة ومايحدث بالتحديد في ليبيا واليمن من مؤامرات وانتهاكات وتجاوزات الاخوان ومن خلفهم تركيا وقطر لكل الاعراف والنواميس والقواميس .
الأرجح ان حالة من التصدع اوالانشقاق ستحدث في جسد الشرعية الغير متجانس ، وسيتخلص الرئيس من طوق الاخوان الملتف حول عنقه منذ 5 سنوات ، وان كان ثمن ذلك سقوط مأرب او اجزاء من تعز لكن هذا الوصع لن يستمر والارجح ان الرئيس هادي سينجز المهمة مع التحالف والانتقالي وسيفعل الاخوان ذلك بالتحالف مع الحوثي كما تشير التوقعات.
شهاب الحامد