جهود الخيرين من أهلها ومحبيها ، تجاوزت عدن أو انها تكاد تتجاوز الكثير من المحن التي واجهتها والعقبات التي وضعت في طريقها.
تكفي جولة في ربوع المدينة الساحرة ، لتعطيك انطباعاً ايجابياً وباعثاً على الأمل بأن عدن قد تمرض وتشكو ، لكنها لا تسقط أرضاً ولا تموت.
ان كنت بعيداً عن عدن فاتحاً أذنيك لأبواق الشر وألسنة السوء فقد تسمع عن عدن مايزرع في قلبك الرعب ، لكنك ان حللت فيها وجربت الخروج إلى سواحلها ، والسير في شوارعها مع البسطاء من أبنائها ، وتناول الطعام في مطاعمها فإنك ستكتشف مدى تشبث أهل هذه المدينة بالحياة وبالسعادة رغم كل شيء كما ستلمس جهود المخلصين والمحبين لها في سبيل استعادة دورها لعاصمة دولتهم الفتية القادمة.
استطاعت عدن بحمد الله، ان تتجاوز حالة الرعب التي خيمت عليها بالموت الجماعي اليومي بالقضاء على الأوبئة الفتاكة المصحوب بحملة إعلامية أشد فتكاً من الموت ذاته ، كما تراجع خطر وباء كورونا إلى درجة لافتة، واستطاع النظام الصحي في المدينة ان يستعيد عافيته ويقف على قدميه.
حملات النظافة المتواصلة في عدد من شوارع المدينة أظهرت وجه المدينة الجميل وخففت من حدة انتشار الأوبئة فيها .
الأمن ملحوظ في كل مكان وحملات منع حمل السلاح تبشر بمدينة أكثر أمنا.
عصر يوم أمس كانت لنا جولة تفقدية بمعية "المحامية نيران سوقي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي ، نائب رئيس الجمعية الوطنية ونزار هيثم المتحدث الرسمي وصالح أبو عوذل رئيس جريدة اليوم الثامن " في عدد من المواقع والمعالم السياحية في صيرة وأبو دست وكورنيش قحطان الشعبي بخورمكسر.
في هذه الزيارة تبدت لنا المدينة وأهلها في أبهى الصور المبشرة بأن عدن تستعيد عافيتها وبقوة ، وتعيش نهضة عمرانية وحركة استثمارية غير متوقعة ، وتتجاوز الكثير من عوائق انطلاقتها بسرعة وثبات.