بعيداً عن حكاية المثل ودلالته، أكتفي منه بالإيماءة إلى هؤلاء الإخوة في الوطن، لا لإبداء رأي في اتجاهاتهم السياسية التي يصدرون عنها، فهذا شأن آخر نتفق أو نختلف فيه على سعة من القبول بالرأي والرأي الآخر . لكنما الإطار الذي يجمعهم ههنا على خلفية مسؤولياتهم تجاه حضرموت في ظل اتساع مدى جائحة كورونا، و الحميات والمقابر المفتوحة يومياً. فقد تداولت وسائط التواصل الاجتماعي اليوم توجيهاً عجيباً غريباً مريباً من نائب رئيس حكومة هادي، وزير النقل أيضاً بالوكالة (س.أ. الخنبشي) إلى منفذ الوديعة بإدخال القادمين من شرورة الحدودية، بعد أن يلتزم كل منهم شخصياً بحجر نفسه مدة 14 يوماً، وهو ما وُوجه من الكثيرين بانتقاد شديد، حد أن وصفه البعض بتصريح بالقتل.
بالمقابل وجه نائب رئيس مجلس نواب هادي (م.ع. باصرة) رسالة احتجاج إلى رئيس المجلس، معتبراً ما يجري إضاعة للأمانة، ومن غير المقبول السكوت عنه.
منفذ الوديعة تابع لحضرموت إدارياً، والمسؤولون الأربعة: النائبان، والمحافظ (ف. س. البحسني) ووكيله لشؤون الوادي (ع. ح. الكثيري) كلهم حضارمة. فلمَ هذه اللفة والخط الدائري المؤدي إلى مهلكة؟ المحافظ والوكيل هما المعنيان المباشران، وعليهما التعامل بمسؤولية عالية، واتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة (بالنأي بحضرموت) عن الوباء، وتأمين عودة العالقين ودخولهم بانضباط صحي، ولا قبول لأي توجيهات من زيد أو عبيد، تفتح بوابات لتفشي كورونا، وتقوض البنية الصحية الهشة، في البلاد، أصلاً.
* الأوضاع الاستثنائية تقتضي إجراءات استثنائية.