تستبسل “أبين” في مواجهة الإرهاب القادم من مأرب، جيش الجنوب يسحق قوى العدوان الإرهابية، في معركة ستظل خالدة مدى الازمان.
معركة أبين “الشيخ سالم وقرن الكلاسي وشقرة والعرقوب”، يدونها المقاتلون الجنوبيون “انتصارا وتضحية”، لكنها تظل تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل التي أرى ان قولها حاليا قد يغير الكثير في الأمور، ويحفظ الكثير من الدماء التي يتم الزج بها في معركة خاسرة، مع شعب يعشق الموت والتضحية في سبيل استقلال الجنوب.
نعيد ونكرر “ما الذي سيستفيده عبدربه منصور هادي، من هذه الحرب، خاصة وهو يتابع ويشاهد مليشيات مأرب وهي تجر اذيال الهزيمة والعار، ماذا سيقول بعض المرتزقة الذين ارتهنوا للمال، مقابل ان يكونوا قوادين لهذه المليشيات المنهزمة والجبانة.
قبل ايام تابعنا الهجوم (غير الاخلاقي) على شخص الرئيس هادي، والذي وصل بهم الحال إلى لعنه والطعن في عرضه، بدعوى انه فرط في “السيادة اليمنية”، تلك السيادة التي اختفت وماتت حين اختطف الحوثيون قصر الرئاسة والبنك المركزي وكل اليمن، لولا الجنوب الذي عاد للرئيس وحاشيته الجبانة “كرامتهم”.
ولم يعد هناك أي داعي لإعادة الحديث عن قتال الجنوبيين دفاعا عن “هادي”، الذين اتاهم هارباً، من ارهاب الحوثي الذي تبعه إلى عدن بالقصف الجوي او بالتمرد المسلح.
بعد تحرير الجنوب وتحقيق الانتصار الوحيد، بدأ هادي مرحلة التنصل من الجنوبيين وازاحتهم من مناصبهم القيادية، ومن الطرافة انه ازاح نائبه الجنوبي خالد محفوظ بحاح، خوفا من ان يصبح رئيسا، فأستبدله بالنائب علي محسن الأحمر، الذي أصبح رئيسا لا يعصى له أمراً، ويذهب كل الدعم إلى جيبه ويده السخية في شراء اتباع هادي بالمال السعودي الذي يصرف لتحرير صنعاء من الحوثيين.
لا شك ان الحرب التي تشنها مأرب على الجنوب حاليا “ليست بتوجيهات الرئيس هادي”، فهو لم تعد له أي سلطة بعد ان سلم جمل الرئاسة بما حمل من حكومة وجيش ودبلوماسية وكل شيء، لنائبه الهمام علي محسن الأحمر، الهارب من صنعاء بملابس زوجة السفير السعودي محمد آل الجابر، وليست بضوء أخضر سعودي، وانما بتوجيهات ودعم تركي قطري واضح، وما الدعم الإعلامي والسياسي الا جزء من دعم لوجستي يقدم لهذه الحكومة التي تركت مواجهة الانقلابيين الموالين لإيران، واتجهت صوب الجنوب.
لسنوات مضت قلنا إن الجيش الذي يعد في مأرب، اعد ليس لمواجهة الحوثيين، ولكن لتنفيذ عدوان ثالث على الجنوب، وهو ما تبين وتأكد للجميع أن هذه العصابة التي تحصلت على دعم مهول من السعودية، أصبح تنفذ اجندة خصوم الرياض.
منذ ان وصل الأحمر الى الرئاسة اليمنية، انحرف مسار الحرب، من حرب ضد المليشيات الحوثية إلى حرب ضد الجنوب، بدأت خدماتيا ومعيشيا وارهابيا إلى ان وصلت إلى عدوان بربري واضح.
يبرر الموالون للنائب عدم التقدم صوب صنعاء، بأنهم يخشون على العاصمة اليمنية التاريخية من التدمير، مع ان هذه العاصمة ستكون غير صالحة للعيش في غضون ثلاثة عقود قادمة، كما قال هادي ذات مرة، بان صنعاء ستكون في العام 2050م، غير صالحة للعيش بفعل انعدام المياه الجوفية.
كيف يرضى الموالون لهادي ان تدمر بلادهم، في حين ان الأحمر يرفض دخول صنعاء العاصمة اليمنية التي من المفترض ان عشر دولة عربية بقيادة السعودية تقود حربا لاستعادتها وإعادة الرئيس إلى “النهدين” أو على الاقل إلى شارع الستين.
ستظل هذه الاحداث وصمة عار في جبين هادي وكل من تحول إلى اداة رخيصة بيد الاحزاب والقوى الارهابية اليمنية.