الرد الشافي لما التبس على د.فاضل العراقي.

2020-04-03 18:55

 

تعليقي على الحوار الذي قال فيه المتحاور الدكتور فاضل الربيعي : ان السبئيين هم الاسرائيليين .. اود التعليق بايحاز واقول : ان تاريخ المنطقة فعلا سقيم.. لكن الصحيح ان العرب الجنوبيون والعبران تعرضوا للسبي معا في العصر البابلي..

ولكي تتوضح الصورة علينا ان نحدد المقصود باليمن هل هو ماذكرته التوراة  (تسمية جهوية تمتد من جنوب الكعبة وحتى مضيق هرمز والعروض وجنوب نجد ام اليمن هو ماتعارفت عليه الناس منذ عام1930م في مايسمى بالشمال حاليا والجنوب منذ عام1967م..

 

فالسبئيون القرأن اوضح قصتهم في سورة سبأ حيث كانت لهم جنتبن ولكنهم كفروا وتشاقوا وهؤلاء هم السبئيين العرب ..وقال النبي (ص) ان سبأ رجل...وجاء في كتاب الرحيق المختوم للمباركفوري انه رجل له ولدين احدهما حمير وله سته من الاولاد والثاني كهلان وله اربعة من الاولاد ..

حمير واولاده تيامنوا اي سكنوا الجنوب.من المندب الى  شواطئ  الخليج وهم اهل المدر والحضارة .

وكهلان واولاده تشاموا اي سكنوا الشمال من الجوف وتهامة  وحتى جبال الحجاز وهم اهل الوبر وتفرق القوم ايدي سبأ  وفي المفصل.في تاريخ العرب واليهود يشير المؤلف ان العبرانيون والعرب يلتقون في نسبهم على ايراهيم الخليل.  ولكن هذه الفرضية تحتاج الى بحوث معمقة واكتشافات حفرية قد تقدم معلومات ادق والثابت انهم ساميين .

 

وذكر القران  بايجاز قصة القوم في سبأ الذي تملكهم امرأة  على لسان الهدهد الذي اخبر الملك سليمان عليه السلام بالخبر اليقين  ..وهنا سبأ جاءت اسم لارض ولكنها ليست بعيدة عن مملكة سليمان (فمكث غير بعيد ) ..وحكم الملك سليمان خلال الفترة 960/935 -اي- 25 سنة قبل الميلاد وهذا التاريخ قبل ظهور مملكة سبأ 350ق.م وهم المعانيين  السومريين  الذي قدموا من مايوركا حاليا بين العراق وتركيا واسسوا مملكة معين على ايدي معين الرهوي الاول عام  525ق.م وهذا هو التاريخ الصحيح..

 

كما ان هذه المملكة الوحيدة التي تاسست قبل الميلاد في (اليمن السياسي).. وقبل حكم حمير الثالثة اي ذو ريدان 115ق.م..(حمير الاولى التي هزمت المعانيين السومريين في ظفار الشرق عام3200 ق.م- وحمير الثانية هم احرار ال يهبئر وال ربشمس من القبيلة ضيفتين الحميرية  في ميفعة -اصبعون- الذي اسسوا مملكة حضرموت  الكبرى)..  وزمن الملك سليمان يتوافق مع تاريخ مملكة حضرموت الكبرى 1300/150 ق.م..

 

فهل هذه الملكة منها..؟وهناك قوم تسموا بالسبئيين في الحبشة ويدعون ان الملكة التي ورد ذكرها في القرأن ولم يذكر اسمها ( بلقيس) مع الملك سليمان منهم واسمها )مكايدا)  وان الاحباش هم من نسلها بلقاء (الخلوة مع سليمان).. ومنهم من يسمون حاليا باليهود الفلاشا ..اما ان الاسرائيليين هم السبئيين فهذا الطرح يتعارض مع المعطيات التاريخية الملموسة حتى اللحظة..فاسرائيل عند اليهود هو النبي يعقوب وله من الولد 12 اشهرهم يوسف ولكن اسم سبأ انسلخ من العصبة الى الارض التي يعتقد انها مأرب حاليا وكل من سيطر عليها نسب نفسه سبئي وجمعه سبئيين مثل حالة المعانيين السومريين الذي احتلوا مارب سبأ عام 350 ق.م  وانتسبوا الى الارض باسم السبئيين متخلين عن اسمهم المعانيين فهل الاسرائيليين حكموا تلك الارض او عاشوا فيها ؟!!هذا امر محتمل لكن يحتاج الى سند تاريخي  ..

 

وتبقى  (بيشة) وهي التي شهدت مملكة يهوذا الشمالية الممتدة من بيشة الى عسير وفي هذا الاتجاه اورد الدكتور كمال الصليبي في كتابه التوراة نزلت في الجزيرة العربية الكثير من الشواهد.. وربما يقابلها مملكة ياهو الجنوبية التي تمتد من عسير الى ازال.. فهل لمسمى اليمن الشمالي واليمن الجنوبي علاقة خفية...؟!!

 

  اعتقد قد يكون هناك سبب ربما يجهله اليمنيون او الكثير منهم .. وبعد الوحدة اتضح ان مملكة يهوذا الشمالية هي التي ببيشة والجنوبية ليست في الجنوب وانما هي مايسمى حاليا بالشمال (المقصودة بالجنوبية) فالجنوب له عدة تسميات منها ارض اللبن والعسل وكانت تسكنه القبيلة كنعان وقد ارسل اليهود 10 جواسيس يستطلعوا الارض فعادوا باراء مختلفة حول مخاطر تلك الارض التي كانت تتصارع عليها الشعوب القديمة وهي سبعة وليست اربعة أي سبع ممالك..

 

فهل حدثت شراكة او وحدة ما بين العبرانيون والعرب الجنوبيون حين حدث السبي البابلي للطرفين وهم معا ام ان نسبهم السامي هو من جمعهم..؟ واللغة العبرية تقريبا مشتقة من العربية القديمة..كما توجد اسماء مواقع في الجنوب تبدو قريبة للعبرية اليوم ولهجات حميرية عربية تتقارب مع العبرية حاليا الى جانب ان العرب الجنوبيون وملوكهم كانوا معتنقين الديانة اليهودية..

 

وماتطرق له الفاضل العراقي الدكتور فاضل ااربيعي جدير بالاهتمام والبحث وهذا يتطلب حفريات ودراسات معمقة ومحايدة بعيدا عن النظرية الصهيونية في تحوير التاريخ وتزويره فمنطقة جنوب الجزيرة وشرقها تختزن كم هائل من المعرفة الانسانيه المطمورة في باطنها او في خرائبها.. والاهم هل الحديث عن الفرضيات في هذه الفترة الراهنة يعني البحث لتصحيح التاريخ والاخطاء أم ان له اهداف سياسية فرضها الواقع السياسي المضطرب حاليا.. ..؟

 

الباحث/ علي محمد السليماني