لو كان السيد\ خالد الرويشان وغيره ممن يسكبون اليوم دموع التماسيح الضارية خشية من ضياع وحدة هي بالأصل قد صارت وحدة افتراضية مسنودة بقانون القوة والاحتلال وبشرع الاستقواء بمصالح بالخارج، وصارت ورقة مقايضة بيد الدول الأقليمية والكبرى،لا وحدة قائمة على قوة العدالة والإرادة الشعبية الداخلية منذ الإنقلاب الوحدوي الشهير 94م، نقول لو كان الوريشان وقومه تمسكوا بمشروع تلك الوحدة ودافعوا عن مشروع وثيقة العهد والاتفاق بعد ذلك وعضوا عليهما بالنواجذ لما عضوا اليوم على أصابع الندم بالقواطع،أو فيما بعد ذلك التاريخ وقفوا بشجاعة ضد قرار الحرب وتمسكوا بشركاء الوحدة الحقيقين- بدلا عن تحالفهم مع جماعات متكلسة الفكر تنتمي للعصر الطباشري- بعيداً عن رعدة الفرائص التي ظلت تتملكهم أمام الرئيس السابق صالح حتى وهم يخلعون عليه كل ألقاب التبجيل والتعظيم وينظمون في بلاطه قصائد المديح وقريض الثناء و مقامات ومقالات التزلف، وأخذتهم العزة معه بالنهب والاستحواذ والهيمنة، وسطوة منطق نحن الأصل وهم الفرع, لما وصلنا اليوم جميعاً الى هذا المآل، ولما كان الجنوب آثر الإعراض عن مشروع لطالما حلم به وسعى له قولاً وفعلاً، ولما كان الرويشان وصحبه اليوم يؤدّونَ دور النائحة ويعضون أصابع الحسرة والندم فالمداح ذباح، ذباح لنفسه قبل الممدوح، ولما ظهرت حركة معارضة في شمال البلاد ، ولا صعد لهم السيد عبدربه منصور هادي لسدة الحكم يرهق أفكارهم ويهرق أقلامهم بتلقائية تصرفاته وعفوية تفكيره، ولما صفعهم اتفاق جدة. ولا احتاجوا قبل هذا وذاك لجيوش الشرق والغرب تعيد لهم جنتهم المفقودة وفردوسهم المسلوب. ،
ولكن لأن الطمع بالاستئثار بثروات الجنوب منذ اليوم الأول لحرب 94م بل منذ اليوم الأول للوحدة 90م بعقلية السبأي النهبوي، ولأن الجبُــن وإثار السلامة من قول كلمة حق أمام سلطان طماع أحمق وبوجه قوى فوضوية همجية قبل وأثناء وبعد تلك الحرب كانا سمات وسلوك دولة الرويشان مع الآخرين، فأن من المنطقي والعدل أن تصير الأمور الى هذا المصير، ويشعر الرويشان بمرارة الخسارة، وبقيّــر الخسران، فالطمع خسرانا ومذلة. (ما الذل الّا في الطمع×عن سوء ما كان صنع .....وما طار طير وارتفع× إلا كما طار وقــــــــــع)./ كما قالت العرب. . *
صلاح السقلدي.