رقصت قلوبنا للوحدة قبل أن يرفرف علمها في عدن لأول مرة،و راودتنا أحلام كبيرة بالجمهورية الجديدة ،فالوحدة لم تكن جريمة،ولكنهم جعلوها كابوساً.
بالأمس ثرنا نبحث عن العدالة فجعلونا شرذمة ،واتهموا حراكنا بالخيانة،واليوم خرجوا من كل جحر يلعنون المجلس الانتقالي ،ويريدوننا أن نخضع (لنخيطهم)، ونتركهم يعيشون على أعناقنا ،وأحلامنا أو يعاقبونا بالموت،ونتركهم يحلبون البقرة أو نحن كفره!..
أسقط الحوثيون جمهوريتهم في صنعاء ،وصرعت صرختهم زعيمهم،وأهانوهم وحرائرهم في عقر دارهم ،ولم تجرح المذلة رجولتهم ،وعجزت جيوشهم أن تحرر شبراً في تبة أو مخدة في غرفة ،واختاروا بسط أيديهم لبعضهم وقالوا أخوة ،وحرموا سفك الدماء في صنعاء ،ولووا أعناقهم شطر الجنوب ليحرروه من أهله ، وأصدروا فتوى بقتلنا ،وحللوا استباحة عدن،وقرروا بأن تعود الشرعية حتى على جثث وجماجم سكانها!.
فرض المجلس الانتقالي نفسه كممثل حقيقي للقضية الجنوبية سياسياً وشعبياً،وأصبح واقعاً مراً للشرعية ، وأحزابها،وتهديداً لمصالحهم و وجودهم، فحشدوا كبيرهم ، وصغيرهم،و وزيرهم ، وحقيرهم، ونشروا ذبابهم على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ،وسمعنا نهيقهم في كل القنوات، وجندوا الخسيس، والرخيص،ولم يتركوا بوقاً أو مزماراً إلا نفخوا فيه ،وكفرتنا فتاويهم من جديد ،فمازالوا كلهم ينظرون للجنوب نظرتهم الأولى ،ولو استطاعوا لرحلونا من البلاد ،ولن يترددوا في دفننا أحياء!..
قد نفهم جحود الشماليين وحقدهم على الجنوب ولكن ما يؤلمنا هو موقف بعض الجنوبيين الذين تضيق صدورهم بانتصاراتنا، وينظرون إلى المجلس الانتقالي كتهمة ،ومنهم من بلغت وقاحتهم حد أنهم يطعنون في شرف شعب الجنوب ،ويزعمون بأنهم تحشدهم الفلوس ،لو رضع هؤلاء من (كلبة)كانوا تعلموا الوفاء!..نعتذر للكلاب.
لن نخرس أفواههم ،ولا نسألهم أن يمجدوا القائد (عيدروس)، ويبوسوا لحية(هاني بن بريك)،ولكننا نكره أن يبتزونا بجنوبيتكم، ويكونوا شماليين أكثر من (الخبرة)، فعفاشهم،وجنرالهم العجوز حين اختلفا اعترفا باحتلالنا،وقد نادت توكل كرمان في ثورة ميدان التحرير بالاعتذار للجنوب، فإذا لم تقفوا مع حق شعبكم فأضعف الإيمان ارحمونا بسكوتكم.
اخسروا شرفكم ،وانحنوا لتلعقوا نعالهم ،وحتى إن سلمتموهم مفتاح عدن،وأهديتموهم الجنوب على طبق من ذهب، فلن تجدوا غير احتقارهم ، وستلاحقكم لعناتنا إلى قبوركم.
طز في شرعية تحاول اغتصاب حقنا ،وعشم إبليس في الجنة أن نعود إلى باب اليمن ،فحن شعب يزحف وراء حلم وليس شخص.