على خلفية أخلاقية لإغاثة الملهوف سياسياً لم يجادل غالبية الجنوبيين في جعل عاصمتهم الرمزية عدن، عاصمة (مؤقتة!) للحكومة اليمنية النازحة، على أمل استعادة صنعاء في مدة معينة، بالتناغم مع أجندة ما يسمى بالتحالف العربي.
ولأن (المؤقت) ظرفيّ لا يتعدى في أحسن الحالات سنة أو ثلاث أو خمس سنوات، فإن المدة أصبحت الآن في حكم المنتهية، خاصة أن تلك الحكومة الفاسدة جهاراً نهاراً لا تتقدم خطوة باتجاه استعادة عاصمتها الدائمة، واستمرأت ممارسة المماحكات ضد الجنوب وإرادة شعبه الحرة التي حجمت ميليشيات الحوثي ومستنسخي القاعدة، في مواجهات غيرت المعادلة على الأرض.
لذا، فالجنوبيون معنيون اليوم، إما بتجديد وتمديد الإقامة المؤقتة، في حال بقاء أسباب إغاثة الملهوف (السيئ سلوكه على أي حال)، أو بإعلان مسبب لعدم إمكانية التجديد والتمديد، لسوء سلوك ذلك الملهوف المغاث، مثلاً، وتورطه في أعمال عدائية مخلة بأمن مناطق الجنوب المحررة واستقرارها ومحاربتها بالخدمات.
رأيي الشخصي، بكل صراحة، أن من لم يتقدم خطوة باتجاه استعادة عاصمته الدائمة المستباحة من قبل الحوثي منذ سبتمبر 2014، لا يجدر بعدن الحرة أو المكلا أن تمنحه شرف الإقامة المجددة الممددة، وليس أهلاً لها، لأنه أمضى مدة إقامته المؤقتة في ما لا يوجب احترامه، شمالياً كان ذلك الملهوف المغاث أم جنوبياً. لا فرق، فمأرب (المحررة) التي تمد الحوثي بالوقود، أقرب إلى العاصمة الدائمة، على أي حال، من عدن أو المكلا أو سيئون!
عاصمة مؤقتة إلى متى؟ ولماذا؟
تنتهي صلاحية المؤقت، عادةً، بعد سنة أو ثلاث، أو خمس سنوات في الحد الأقصى. لذا، ينبغي طرح السؤال على طاولة المجلس الانتقالي تحديداً، والجواب ينبغي أن يكون فعلاً على الأرض، يحقق إرادة شعبيةحرة معلنة، لا كلاماً مرسلاً، أو إلهاءً برصد أخبار فساد الحكومة الشرعية وأجنحتها، أو بحزورة أين سيعقدون جلسة مجلس النوائب، أو بسخافة التغيير الحكومي المرتقب، أو الرد على تصريح هذا الوزير أو ذاك الصحفي، أو سواهما من جوقة الفساد، والارتزاق، والكيد السياسي الفاحش، أو الانخداع بالجري في ماراثون الورش السياسية، وأجندات المنظمات الحقوقية والإنسانية التي لا تنتهي ........ فمادمت قابلاً بأن تظل عاصمتك عاصمة مؤقتة لسواك، فليست مباشرة رئيس حكومة الشرعبية عمله منها، أوعقد مجلس نوابها جلساته فيها، أو تداخل الولاءات السياسية والعسكرية إلا تحصيل حاصل.
الإجابة عن سؤال "إلى متى مؤقتة" حاسمة، وسواها مغمغة غير مسبوقة، يدفع ثمنها الجميع جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً وإقليماً أيضاً، إلا تجار الحروب والأزمات ومرتزقتها.