الربيع العربي (الفوضى الخلاقة) ونظرية الشرق الأوسط الجديد

2019-07-13 14:51

 

الحروب والأزمات التي عصفت بالعالم العربي والاحداث التي بدأت بوادرها الآن هي خطوات تنفيذية لنظرية الشرق الأوسط الجديد التي جاهرت بها مستشارة الأمن القومي الأمريكي (كونداليزا رايس) عام 2005م .

تلك النظرية التي طرحها تاير ماهان عام 1902م ترتكز على اساسيات فوضوية مثل إفتعال الأزمات وبث الفتن وتاجيج الصراعات الداخلية وتوجيهها والعمل على انقسامات سياسية داخلية لهدف اسقاط الدولة , وشعار(الشعب يريد اسقاط النظام) مستورد من واشنطن لاجدال .

كل هذه الفوضى وهذه الدماء والدمار هي نتائج تطبيق تلك النظرية القذرة لمصلحة الدول الإمبريالية وكانت المستشارة رايس قد صرحت حينها بأن إدارة بوش [تعمل على تأسيس شرق اوسط جديد] !! تحت شعار الانتقال من الدكتاتورية الى الديمقراطية عبر نشر الفوضى الخلاقة لخلق مناخ ملائم لنشوء انظمة سياسية جديدة مطيعة وتابعة لأمريكا.

تلك النظرية تعني ان المجتمع عندما يصل الى ابشع درجات الفوضى من العنف والدماء والخوف لدى الشعوب يصبح جاهزا للتشكيل وفق المخططات الإمبريالية التي تخدم مصالحها فقط .

في عام 2004م طرح بوش مبادرة الشرق الأوسط الكبير !! ولم تكن سوى ترجمة لوثيقة المؤرخ اليهودي برنارد لويس 1983م لاعادة تقسيم الشرق الأوسط وتبناها الكونجرس الأمريكي وتعتبر ادق مخطط في القرن الماضي لتفتيت الشرق الأوسط الى دويلات هزيلة ومذهبيات.

وفي تسعينات القرن الماضي عمل الغرب على دعم المنظمات المتطرفة لانتهاج نفس النهج واطلقت عليه في ادبياتها (ادارة التوحش)!! بدلا من (الفوضى الخلاقة) وان كانا مختلفين في الاصطلاح فإنهما يتفقان في النتائج .

وكانت احداث 11 سبتمبر بداية تنفيذ بنود الفوضى الخلاقة ومن ابرز معالمها خوض امريكا حربي افغانستان 2001م والعراق 2003م وعملت على انشاء تنظيمات متطرفة داخل تلك الدول وتصديرها الى الخارج وفق المخطط . كما عملت بموازاة ذلك على انشاء منظمات تحت مسمى (تعزيز الديمقراطية) واوعزت الى منظمة (فريدوم هاوس) التي تاسست عام 1914م بدعم الرئيس روزفلت بتدريب نشطاء من عدة دول عربية منها (مصر وسوريا واليمن) من اجل نشر الافكار الديمقراطية بدأ بالمعارضة وكيفيتها وانتهاء بكيفية اسقاط.الأنظمة !!! كما وظفتها ايضا لدعم وتمويا بعض الحركات الثورية .

هناك ايضا منظمة كان لها دور فاعل في ما سمي (الربيع العربي) واسمها (Movements) حيث قامت باستضافة منتدى الإنترنت شارك فيه ممثلين من فيس بوك وتويتر وجوجل والهدف منه هو تأجيج ثورات الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي.

كذلك عملت تلك المنظمات على تدريب المعارضة في الدول العربية واستراتيجيات التجمهر والتظاهر وايتغلال التكنولوجيا وكيفية استقطاب الناس للمشاركة والاقتحام الناجح للمنشآت الحكومية والتدريب على استخدام السلاح .

ومن المعلوم ان كل مايحدث في الوطن العربي ابتداء من حرب العراق الى اليوم هو تنفيذ حرفي لتلك النظرية القذرة التي تشرف على تنفيذها الإمبريالية الأمريكية وبمساعدة عملائها في المنطقة .

ومن مفهوم عام لمعنى النظرية وحرفيتها يتضح انه لن ينجوا منها نظام في الشرق الأوسط ولن تسلم منها بلد فالجميع مستهدف للتقسيم والسقوط .

كذلك يجب ان يفهم جميع العرب والمسلمين بأن المعركة التي يقودها الغرب بقيادة أمريكا هي معركة دينية وجودية بالدرجة الأولى وإلا فماذا يعني دعمها لإسرائيل ضد العرب في الوقت الذي توجد مصالحها مع العرب وليس مع اسرائيل ؟؟؟

امريكا وعبر كل ادارتها تتبنأ العداء الديني ضد الآخر من اجل تحقيق نبوئات يهودية مسيحية جعلتهم بستعجلون زوالنا والقضاء علينا بأوامر الرب كما يزعمون .

الا تلاحضون ان جميع موظفي الإدارات الأمريكية المتعاقبة يحجون الى اسرائيل ويلبسون الكوفية السوداء. ؟

ما كتبناه ليس ادعائات بل انه مستمد من فكرهم وما كتبه كتابهم ومفكريهم ومن هؤلاء جريس هالسل في كتبها (النبوءة والسياسة .. ويد الله ..الفكر التوراتي) وكتاب (محمد مؤسس امبراطورية المسلمين)لجورج بوش _ الجد العاشر لجورج دبليو بوش _ وكتب رضى هلال (المخفأ قسرا) الذي حاول فضح البعد الديني للحروب الغربية ضد المسلمين .

ومع هذا الكم الهائل من المؤامرات ضد العرب نرى البعض لازال يراهن على انه الصديق الوفي لأمريكا !!! وانه لن يصيبه ما اصاب اخوانه !!.

حتى التنظيمات المتطرفة تنفذ نفس النظرية (المخطط) وتقدم خدمة مجانية لمن سيقضي عليها حالما ينتهي من الأنظمة المستهدفة.

 

 

عبدالله سعيد القروة

13/7/2019