هذا العنوان وضعه السيد "احمد الشامي" وزير خارجية مملكة اليمن المتوكلية عنوانا لكتاب نشره نهاية سبعينات القرن الماضي وتناول فيه الكثير من القضايا في اليمن المتوكلية واليمن الجمهورية وهو كتاب قيم مزود بالوثائق لرجل شارك في صناعة الاحداث في بلده..
وهذا العنوان الذي تم استخدامه بكثافة على "التغييرات" التي حدثت في نهاية الثمانينات من القرن الماضي كما تم سحبه على التغييرات التي حدثت في اوروبا الشرقية بالحرف "رياح التغيير في اوروبا الشرقية" لاشك أن رياح التغيير في "المملكة المتوكلية اليمنية" حدثت بفعل التدخل الخارجي وصمت مريب من الامم المتحدة ، ذلك التدخل في ستينات القرن المنصرم الذي أدى الى تشققات وانكسارات طالت صميم الموروث الطائفي وقشور المتعارف عليه من العادات والتقاليد منذ مئات السنيين ،ومن العجيب ان رياح التغيير تعود مجددا اليوم على اليمن الشمالي وعلى الجنوب العربي في عشرينات الألفية الثالثة .
ان هذه الرياح التي بدأت في الجنوب منذ7/7/2007 بانطلاق الحراك السلمي الجنوبي الرافض للاحتلال لبلده الجنوب ، والذي تعرض للاختراق في هرمه ولم يتمكن الاختراق الوصول الى قاعه العريض ..
ان الحراك الجنوبي لم يكن بفعل خارجي او بفعل حزبي او نتاج لعمل مكون بذاته بل هو ارادة جمعية لشعب الجنوب العربي الذي قدم أنموذجا في النضال السلمي رغم القمع والننكيل والتعذيب والملاحقة الذي مارسته قوات الاحتلال اليمني ضده لكنه استمر بطريقة مذهلة لكل المراقبين ومنهم السفراء المعتمدين في صنعاء حتى جسد النموذج للربيع العربي والذي "التفت" عليه الاحزاب الدينية اليمنية وأذرعتها من القاعدة وداعش وبقية خوارج العصر وأجهضت ربيعه وحولته الى خريف..
رياح التغيير اليوم في اليمن وفي الجنوب العربي لابد لها من التصحيح الصادق لما أحدثته رياح التغيير في ستينات القرن المنصرم ولن يكون ذلك ممكنا على أيدي الطغاة والفاسدين ممن أنتجتهم تلك الرياح الغابرة والذي مازالوا يتشبثون بالثروة والسلطة حتى وهم هائمون في أصقاع الأرض مطرودين من بلدهم ، أو بعضهم عاد الى مواطن اجدادهم تاركين اليمن لمصيره..
إن رياح التغيير اليوم يجب أن تستهدف تصحيح كل الاخطاء والخطايا وإعادة الحقوق إلى أصحابها أو من يرثهم من أصحابها وتصحيح محدد لمفهوم "اليمننة" ووقف الاطماع التوسعية واعتماد حل "دولتين " متجاورتين بجوار حسن لصالح الشعبين والمنطقة والأمن والسلم الدوليين .
هل قلت شيئا غير واضح؟!!
عفوا كل شيء في هذا اليمن وهذا الجنوب العربي لأيضا غير واضحين ، عدا رياح التغيير فيهما وعليهما مازالت مستمرة.
الباحث/ علي محمد السليماني
10 يوليو2019