كثر الحديث عن مايسمى بصفقة القرن التي تطبخ في مطابخ ادارة الرئيس الامريكي ترامب ،والتي لم تفصح عنها بعد وتتراوح ردود الافعال بين الرفض من دون الوقوف على تلك الصفقة وبين الحذر والانتظار ..
ان التجارب السابقة تسعفنا بماحدث مع اتفاقيات كامب ديفيد في نهاية سبعينات القرن الماضي حيث تم توقيع تلك الاتفاقيات من قبل الرئيس المصري الراحل انور السادات ورئيس وزراء اسرائيل الراحل مناحم بيجن باشراف من الرئيس الامريكي جيمي كارتر ورفضها العرب والفلسطينيون واعتبروها خيانة دون ان يطلعوا على مافيها معالجات وحلول..
لا شك ان الشعوب في المنطقة متعطشة لحلول السلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية منذ القرار242 وحتى اخر قرار اممي حول السلام في الشرق الاوسط الذي طال امد الصراع فيه و"تعقد" بعد حرب الخامس من يونيو حزيران 1967 حيث تداخلت وترابطت القضايا مع بعضها البعض ، ولايمكن لصفقة القرن ان تكون محققة للسلام مالم تقم باستيعاب مختلف قضايا المنطقة والعمل الجاد على الحلول العادلة لها ومنها حل قيام الدولتين ، الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية الى جوار الدولة العبرية وفتح ملفات الصراعات في المنطقة منذ العام1967م ومعالجتها كحزمة واحدة او فصل مسارات الحلول ،كل ملف على حدة ،ومعالجة تعقيداتها بحلول عادلة ودائمة تضمن التعايش السلمي والتعاون بين مختلف الدول والشعوب، فالعدل الملبي لطموحات شعوب المنطقة المشروعة وفق شرعة الامم المتحدة هو الاساس المحقق للسلام الدائم والتعاون الشامل، وتظل صفقة القرن المزعومة مرهونة بالنوايا الطيبة والجادة لتحقيق السلام من خلال استيعابها لحلول قضايا المنطقة برمتها.
الباحث/ علي محمد السليماني