السعودية بين مطرقة الحوثي وسندان الإخوان :

2019-04-08 05:43

 

عندما تتضاءل الفرص وتضيق مساحات المناورة فهذا مؤشر على إقتراب الحل أو هو المخاض الذي يسبقه..

 

المملكة العربية السعودية تدعم سقوط تنظيم الإخوان المسلمين في كل دول الربيع العربي باستثناء اليمن عندما لم تمانع تمكينهم من السلطة والقرار بعد الوحدة 93م ثم في 2012م بالمبادرة الخليجية وصولا الى 2015م بعد انطلاق عاصفة الحزم ، ومنذ ذلك الحين سطا الإخونج على بقايا الشرعية وتدثروا بغطائها الدولي والإقليمي والعربي وحتى المحلي وبالتالي منحوا كل الفرص وأعطوا كل المساحة وجل الامكانات والدعم المالي والعسكري، لكنهم لم يحسنوا توظيفها لخدمة الاهداف المعلنة لتحالف العاصفة كما يجب بل مالوا كل الميل لصالح التنظيم الدولي للإخوان ، كما كان متوقعا منذ البداية ، وليس هذا فحسب بل أداروا حربا متعددة الأوجه نيابة عن قطر وتركيا ضد الامارات في الجنوب واخرى مماثلة ضد السعودية في الشمال ورغم تمسك السعودية بهم حتى اليوم إلا أن عدم انجاز أي نصر عسكري على الأرض وتدهور الحالة الانسانية في الشمال بالاضافة الى وجود حاضنة مجتمعية للإرهاب في مناطق سيطرتهم وسهولة حركتهم وانتقالهم إلى المناطق المحررة ، وهكذا دواليك تضاءلت الفرص شيئا فشيئا وضاقت مساحة حركتهم بمرور الوقت وعبرت المملكة رسميا عن تململها من إنتهازية الإخوان في أكثر من حديث لمسؤلين سعوديين وكان في مقدمتهم ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي قال عنهم في اكثر من مناسبة مامثاله:(الإخوان المسلمين هم الخطر الأعظم في العالم) و (وانهم الحاضنة للارهابيين)و (تعهد بالقضاء على فكر تنظيم الاخوان الذي غزا المدارس السعودية).

وهذا التململ كان منتظرا أيضا وان طال إلا انه أمر حتمي الحدوث وذلك بانتهاء الأسباب والظروف التي أوجدته بالضرورة.

 

بقي الحديث عن وصول قوات سعودية الى وادي حضرموت حيث تقع المنطقة العسكرية الأولى الموالية "للشرعية الاخوانية البلسنية"، وبالنظر لخصوصية حضرموت وأهمية موقعها وامتداد حدودها الأكبر والاكثر والأطول والتصاقها مباشرة بالأراضي السعودية وحساسية المملكة من أحاديث الحدود مع اليمن ومع الجنوب على وجه الدقة ، فان وصول القوات السعودية ليس أمرا إعتباطيا ولا مماحكة مع أحد وإنما هو من صلب "السياسة والاقتصاد والأمن" إذا ما نظرنا إلى تسارع الأحداث وتسابق المصالح وتعدد المخاطر المحدقة بالجميع وبالتالي فإن المملكة العربية السعودية قائدة التحالف والمعنية مباشرة باستمرار الحرب أو بمسار التسوية والنتائج المترتبة على ذلك فان الدافع الأول لخوضها الحرب هو تأمين حدودها مع اليمن وضمان أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها من أي تهديد حاضرا ومستقبلا وإذا لم تجد السعودية بدا من مواجهة خطر المليشيات الحوثية الموالية لايران، فانه لا مناص من وضع حد لخذلان وتآمر الإخوان المتواصل والذي منح الحوثي صفة الندية أمام الشرعية وقوات التحالف والمجتمع الدولي ومكنته من الصمود والتمدد وصولا إلى التمكين كأمر واقع !.

 

فإذا كان وجود الحوثي يشكل تهديدا حدوديا بمساحة "الجمهورية العربية اليمنية" فان وجود تنظيم الاخوان في وادي حضرموت يشكل تهديدا وجوديا للمملكة باعتبارهم "الخطر الأعظم في العالم وحاضنة للارهابيين" أو كما قال ولي العهد السعودي الذي سبق له أن اتهمهم باغتيال عمه الملك فيصل بن عبدالعزيز "رحمه الله".

 

شهاب الحامد

عدن

الأحد 7/ إبريل/0019