يا نواب.. لسنا أغرابا!

2019-04-07 05:12

 

لم نكن نتوقع أن ينطبق على مجلس النواب المثل العامي الحضرمي ( ينام في الريم ويصبح في الضيقة) فبعدما أقر وأوصى يوم الأثنين يتراجع الثلاثاء عما أقره ووافق عليه في قضية عامة وصفها أحد أعضاء الحكومة الذي حضر الى المجلس وقال له :

تسرعتم في اتخاذكم هذه الاجراءات! مع انها اجراءات فيها شيء من الحكمة اليمانية وواجب على المجلس أن يتخذها وهي أدنى مستوى في معالجة الأمور ازاء قضية رأي عام فهي في رأينا هدأت النفوس وأظهرت أملاً لاهتمام ( نوابنا الكرام) الذين حملهم الشعب اليمني الأمانه للقول والفصل فيما بين فرد مسؤول تلفظ على نساء اليمن قبل نساء حضرموت والفاظه تهمة يعاقب عليها شرعاً وقانوناً.

نعرف أن مجلس النواب بموجب دستور بلادنا "هو السلطة التشريعية للدولة وهو الذي يقر القوانين والسياسة العامة للدولة والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والموازنة العامة والحساب الختامي كما يمارس التوجيه والرقابة على اعمال الهيئة التنفيذية"  مادة (٦١) من الدستور.. هذا مانعرفه ولانعرف أن الحكومة أو أحد من اعضائها يوجهه او ينصحه مثلما حصل وهو مايعطي انطباعاً بأن ماصدر من تشريعات وتوجيهات وتوصيات سابقة،وحاضراً تتدخل فيها أطراف وترى في نقاشاتكم الجدية التي تثمر توجيهات ماهي إلا" بقبقة في زقزقة" أي كلام يختلط فيه الجد بالهزار!

ياسادة ماذا جنينا كحضارم بحق الآخرين حتى تعالج أمورنا هكذا بالتسويف والتسييس؟ فأنتم تدركون والكل يعرف اننا لانجيد المكايدات ولانحب التلفيق وتوظيب التهم ضد الآخرين ولاننظر بدونية وتعال لأي كان حتى نكافأ بالغاء قرارات فيها رد اعتبار فيكفينا ماسمعناه منذ ٦٧م وحتى اليوم تلميحاً وعلانية.. فالهدوء والسكينة والوداعة قالوا عنها جبناً والطيبة والكرم الزائد اسموها سذاجة وحب الانضباط وصفوها خوفاً ومع هذا لايرد أبناء حضرموت الا بماقال الشاعر :

قل مابدا لك من زور ومن كذب

حلمي أصم وأذني غير صماء

حضرموت لاتعرف الانانية فهي تعطي ولاتأخذ ولن ينضب خيرها طالما وأنه لخير وقوة وعزة اليمن.. حضرموت وحدوية طعن شرفها شخص أحمق فغضبت الناس على هذا التصرف وليس على الوحدة - كما قال العلامة الحداد - حضرموت تحب الخير والهدوء وتحمي الوحدة والسلم الاجتماعي وكغيرها من مناطق اليمن تكره العنف والشغب والقوة والغطرسة والظلم وترفض وتلفظ كل ذلك كما يلفظ البحر ( الجيفة)، فيانوا بنا الكرام وياولاة الأمر

حاموا على جبر القلوب فإنها

مثل الزجاجة كسرها لايجبر.

 

( كُتب المقال اثناء حادثة المكلا الشهيرة التي قذف فيها أحد القضاة من خارج حضرموت فتيات المكلا بماليس فيهن وعرض الحضارم بشكل عام  حتى انتصر الحق)

نشر في صحيفة الأيام 26يونيو 1996م  9صفر 1417م العدد 268 قبل 22عام

#علوي بن سميط