القضية الجنوبية عادلة والجنوب العربي ليس مجهولا لدى الدول وليس مجهولا لدى الامم المتحدة وهذا الجنوب العربي رغم فقره وصغر عدد سكانه - طبعا الان لم يعد العدد صغيرا- لكن دوره الحضاري في مراحل التاريخ المختلفة كبيرا ،ومعروفا في الحضارات القديمة ،ودوره واسهامه في تحقيق التوازن الدولي للمصالح العالمية ووسطية شعبه الثقافية الدينية المتعايشة مع الآخر، تسنده بقوة هائلة ليبقى كعامل مهم لامن واستقرار المنطقة وتحقيق التوازن الجيوسياسي فيها والحفاظ على الامن والسلم الدوليين وذلك واقع معاش وملموس لاينكره غير جاحد ..
ولايمكن ان تستقر اليمن العربية ولن تستقر المنطقة حتى يصبح الاستقرار واقعا معاشا لشعب الجنوب العربي في دولته ،كاملة الاستقلال والسيادة ،وعلى خط حدودها الدولية المعروفة ،مثل كل شعوب الارض ودولها، وتلك ارادة الله التي لاراد لها مهما كانت الاعيب وحيل اصحاب "الشمال" ومكرهم وما النجاحات الكبيرة التي يحققها الاخوة في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بزعامة اللواء عيدروس قاسم الزبيدي الا ترجمة عملية لانتصارات الجنوب العربي وشعبه العظيم ،وبداية قطرات للغيث المنهمر خيرا وقريبا باذن الله.
وفي هذا الموقف لا نتمنى للاشقاء في اليمن العربي غير الصلاح والتخلي عن المكابرة والاكتفاء بقرن كامل من الصراع والحروب، والاطماع لم يجن فيها الشعبين الشقيقين غير هذه الكارثة المخيمة عليهما منذ تسعة وعشرين سنة ومازالت ،ويجني ثمارها تجار حروب وسماسرة ولصوص، باسم الوحدة اليمنية، باقاليم أو اقليمين ،وكلاهما وهما يرفضه الواقع على الارض.
الباحث/علي محمد السليماني