وي آر هير .... we are here

2019-03-06 13:48

 

التركيز على سترة الوزير البريطاني "جيرمي هانت" وحملة التحريض على الأمن وحرب الخدمات لم تكن صدفة !. بل فوبيا الإنتقالي وعقدة بريطانيا جعلت العميقين يخوضون في سترة الوزير الواقية للرصاص لمدة 72 ساعة ، ينسجون القصص حول هذه السترة وكأن الوزير لم يجد وسيلة لايصال رسالته الا عبر هذا الواقي !.

 

معظم مانراه في الشارع اليوم ونقرأه في وسائل التواصل منذ الاحد الماضي هي ردود افعال متشنجة تحاول ان تتجنب الحديث عن اهمية الزيارة والتقليل منها بل وتحويلها الى مماحكة رخيصه ومدخل لمهاجمة الحزام الأمني والتشنيع به.

 

الحقيقة ان في توقيت الزيارة الى عدن بحد ذاتها رسالة ، وارتداء السترة الواقية على رصيف الميناء رسالة أخرى.

 

- رسالة هانت الاولى من الزيارة لعدن تأتي بعد قراءة رسالة الانتقالي من حضرموت للعالم أثناء تنظيم فعالية انعقاد الدورة الثانية "للجمعية الوطنية" وما صاحبها من نجاحات أمنية على امتداد رقعة الجنوب من غربه الى شرقه والعكس وهي انعكاس حقيقي لاداء الادارة السياسية والعسكرية والامنية التي تقف خلف هذا النجاح أي "المجلس الانتقالي" وبالتالي فان هذه الإدارة قد انجزت الكثير في الملف الأمني الذي كان يشكل تحديا حقيقيا طالما راهنت عليه قوى متنفذة كانت ومازالت تعبث بهذا الملف الخطر وتوظيفه للابتزاز السياسي داخليا وخارجيا وارسال رسائل سلبية الامر الذي زال بعد الزيارة. كما انها رسالة لاطراف الازمة في اليمن ( انقلاب وشرعية) بان العالم لن ينتظركم والوقت قد حان لطي هذا الملف في الشمال تحديدا ووقف ارتداداته العبثية على الجنوب وهذا بيت القصيد.

- الرسالة الثانية من ارتدائه للسترة الواقية في الميناء هي رسالة سياسية اكثر منها امنية او اقتصادية يوجهها الى كل المعرقلين لاستعادة ميناء عدن دوره الريادي عوضا عن ميناء الحديدة الذي يقوض مسار التسوية ويبتز المجتمع الدولي بالملف الانساني ، بل هي رسالة مباشرة لكل المعارضين لحق "الإمتياز الاماراتي" في الازمة عموما وفي الجنوب على وجه الخصوص، الامر الذي اثار حفيظة الحوثة في صنعاء وبيروت وعمان واستفزت الاخونج في تعز وقطر وتركيا اعتقادا منهم ان الوجود الاماراتي المنسجم والمتماهي مع توجهات الانتقالي الجنوبي يهدد وجودهم في الجنوب ويضعف حظوظهم في الشمال ولهذا اجتاحت منصات وسائل التواصل الاجتماعي حالة سعار متواصلة طيلة الايام الثلاثة الفائتة في محاولة لاستثارة الشارع الجنوبي مستقلة بعض التجاوزات والاخطاء الامنية الفردية المرفوضة والمدانة ابتداءً والعمل على تضخيمها واخراجها عن سياقها الاجرائي ومحاولة تحويلها الى ثورة شعبية او هكذا يتمنون ، وذلك للتأثير على زيارة وفد المجلس الانتقالي الى اوروبا وامريكا وللتشويش على الحضور البريطاني الرسمي في الجنوب والابقاء على الصورة المشوهة امنيا في عدن التي رسمتها في الخارج عبر تقارير المنظمات الحقوقية والانسانية المعروفة والتي نسفتها كليا زيارة الوزير جيرمي هانت وكشفت زيف مايدعون وكأني به يقول لهؤلاء we are here .

 

شهاب الحامد

عدن 6/3/0019