الحوثية الوهم الكبير الذي تتساقط اوراقه..!!

2019-02-26 01:03

 

  بعد اعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو1990م  شكل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح الاحمر  والعقيد علي محسن الاحمر قائد الفرقة الاولى مدرع حاكم المنطقة الشمالية  الغربية والراحل الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر  حزب التجمع اليمني للاصلاح ، من تيارات قبلية  وطوائف دينية مختلفة  بعضها جهادية وبعضها من فرع الاخوان المسلمين  ليكون هذا الحزب  رديفا للمؤتمر الشعبي العام  في مواجهة الحزب الاشتراكي اليمني والتيارات اليسارية وفق ماجاء  على لسان الراحل عبدالله الأحمر في مذكراته.. ولكن الهدف الأول طبعا امتصاص  حماس بعض الشباب الجنوبيين  الذي  كانوا محرومين من تنظيم انفسهم في اطار سياسي ديني. .وبعد غزو صدام حسين لدولة الكويت مطلع اغسطس 1990م ووقوف اليمن الى جانب العراق وتازم علاقاته مع السعودية ومع دول مجلس التعاون شجع  صالح ومحسن مايسمى بالشباب المؤمن  المتمسك  بالزيدية  ودفع بهم للاتجاه الى ايران  التي استقبلت اعداد كبيرة منهم للدراسة في قم وبعضهم للدراسة في النجف وفي سوريا وفي لبنان على الاثناعشرية ،وفي يونيو2004 دفع بهم الصالح  الى القتال والصدام مع القوات التي يريد اضعافها وهو ما يبدو ان الطرف الاخر ادركه واحتواه ، مما وفر دمية متحركة بايدي الرئيس الراحل وقائد الغرقة الاولى وحزب الاصلاح  .. ورغم ان الحوثيين قدموا من جروف صعدة  وظهروا قوة  عسكرية كبيرة منذ عام2011 حتى تمكنوا من احكام سيطرتهم على صنعاء في 21 سبتمبر2014 ثم  اصبحت صنعاء كلها ترفع الصرخة الحوثية، الذي اتخذوا لهم اسم جديد "انصار الله"عام 2012  واعتقلوا الرئيس المكلف هادي ورئيس وزراءه بحاح ووزير دفاعه الصبيحي ووزراء جنوبيين اخرين في 19 يناير2015 ،ولولم يكن الرئيس السابق صالح هو المحرك الخفي بعد هروب اللواء علي محسن الاحمر الى السعودية في ظروف يكتتفها الغموض لما استطاعت اعداد صغيرة قادمة من جروف صعدة ان تفعل ذلك .. ان هذه الخلفية توضح مختلف ابعاد لعبة قواعد الاشتباك التي منحت الحوثيين التخلص من الرئيس السابق علي عبدالله صالح الاحمر ، ومن رجل اليمن القوي علي محسن الاحمر..ومن الشيخ القبلي البارز حميد الاحمر بطريقة عجيبة ومثيرة للدهشة ، حتى اصبح الحوثي رقم المعادلة الصعب في السلطة والنفوذ  ومحط اهتمام القوى الدولية العظمى والامم المتحدة ، غير ان الامر بات ينذر باقتراب فلول نجم الحوثية   حيث بدا مزاج المجتمع الدولي يشعر بالاحباط من انعدام المصداقية  لدى صانع القرار في سلطة الحوثيين حتى بدأ وكانه نسخة طبق الاصل من صانع القرار في  الشرعية  التي فقدت مبررات وجودها واثبتت فشلها لنفسها بنفسها ، وليس بعيدا ان يثبت الحوثيون فشلهم  هم الاخرين مما قد يشجع على اتساع الانتفاضة ضد حكمهم  الذي بات عبئا على الشعب في العربية اليمنية وعلى الاقليم  والمجتمع الدولي برمته ،كما  اصبح حكم الشرعية كابوسا في الجنوب او ماتسميه بالمناطق المحررة  ومرفوضا في الشمال ،وكل ذلك سيؤدي الى تغيير في قواعد الاشتباك  لصالح قوى شابة في العربية اليمنية  كطرف ثالث يحظى بقبول شعبي واقليمي ودولي  لتصل الى سلطة الحكم في صنعاء عبر موانئ الحديدة والصليف وتنهي هذه القوى الصاعدة الحرب والازمات في الجهوية اليمنية وفي المنطقة ،وتفك قواعد الاشتباك لعبة نصف قرن من العبث بعد تساقط كل الاوهام المضللة والضالة على ارض الواقع ..

 

 الباحث/ علي محمد السليماني