ما ان تنقشع غيمة التشتيت والتفرقة والشرذمة وتصفو السماء لتلوح فيها بوارق الامل في لقاء الفرقاء ليجتمعوا على كلمه سوا فسرعان ماتتلبد السماء بعوارض شؤم يملاؤها الخوف والوجل والرعب الذي لا طاقه لنا بحمله لتهطل حينها سيول مدمرة محدثة الخراب والدمار وما ان نهدأ في الخروج من ازمة ندخل في العن منها حتى ضاق بنا الحال ذرعا ليخيم علينا اليأس والملل من دوام الحال الذي يأبى ان يتغير لنغرق في مستنقع ينبئ بعدم امكانية تحقيق المحال ليشعل حينها دعاة الفتنة بعود ثقاب ليشعل برميل البارود المهيأ للانفجار والعمل على فتح سجلات الماضي المليئة بالماسي والحسرات والتي سبق للشعب وحين اعلن الصفح عنها واقر قراره بالتسامح والتصالح لعل بذلك القرار يحقق املا في لم شمل هاماته القيادية الجنوبية وجلوسها على طاولة حوار واحدة للنقاش والحوار والمشورة والخروج معالجات صائبة تخدم القضية الجنوبيه والمصاحب بالتنازل لبعضهم البعض لتحقيق مطلب الجماهير الجنوبيه والذي لا يتعدى سقفه التحرير و الاستقلال.
وعلى ان يعمل الجميع في تشكيل جبهة وطنية واحدة والعمل في اطارها وفقا واجندات وبرامج وميثاق حسب ما تتطلبه المرحلة الراهنة لتساهم في التعجيل في حل القضية الجنوبية.
ولكن طالما وان هناك ايادي خفية لا يروق لها ذلك فتعمل على توسيع الصراع وزيادة الاحتقان بين الفرقاء وتوصيل صورة سيئة مفادها ان أي لقاء ( يحدث بين الاقطاب السياسيه الجنوبية ) لن يؤدي الا الى هزيمة الاخر وهذا امر خطير يعكس نفسه على الشارع الجنوبي بانعكاس سيئ ومثل ذلك الشحن لا يخلق الا حالة سيئة تتوسع فيها بؤر الصراع وسط صفوف الشارع الجنوبي وهذا الامر سبق وان حاولت سلطه الاحتلال ان تصل اليه ولكنها فشلت .
والمصيبة ان الايادي الخفية الجنوبية تعمل على تحقيق ذلك نيابة عن سلطة الاحتلال وهنا تبرز لنا حقيقه ظاهرة وغائبة عن ذهن الشارع ولكني وبكل اسف اقولها ماذا يعني اصرار بعض اقطاب السياسية الجنوبية ترفض ان تلتقي مع بعضها البعض لتناقش افكارها ومقترحاتها واجنداتها على طاولة حوار جنوبية.
الا ان مثل ذلك الرفض و تلك التباينات يساعد على التصعيد في مسالة الرفض للجلوس حول مائدة حوار واحدة يعني اصرار البعض على رأيه وكما قال عبدالناصر اتفقنا على ان لا نتفق كما يعني ذلك اصرار الرافض على تهميش الاخرين واقصائهم عن الساحة وهنا أيضا امر خطير ينتظر مستقبل الجنوب .
يعني وبصراحة اذا كنا نتصارع ونتصادم قبل الاستقلال فهل باستطاعتنا ان نتفق ؟ بعد الاستقلال.
بل هل بامكاننا ان نحقق الاستقلال وان نقيم دولة او نحكم بنظام جديد في الجنوب في ظل هذه التباينات وهذه الصراعات وسيول الاكاذيب والتشويه تتدفق وخلط الاوراق والاتهامات يعني المتاجرة بدماء الشهداء واهدار طاقة الشارع الجنوبي ووأد نضال الجماهير الجنوبية لتهوي بها الى حضيض الانهيار ليصعب فيما بعد تعبئة الجماهير لمواصلة النضال لاجل التحرير والاستقلال وليبقى الشعب الجنوبي امام الامر الواقع .
وهنا بصراحة اخرى وبكل شفافية اقول هنا يبرز لنا تدني الذكاء في عقول بعض اقطاب السياسة الجنوبية من خلال زيادة حدة التزمت والتعصب والتمرد المصاحب بفقدان الثقة من البعض للبعض وكأني بالقوم يعملون على نصب الفخاخ بانفسهم ( لبعضهم البعض) وهذا امر خطير جدا لا ينجم عنه الا تصفية الحسابات بين ابناء الجنوب ليزيد في الشارع الاحتقان والتشرذم وتفكك مكوناته وهذا هو الذي تتمناه سلطة الاحتلال .
فبدلا من ان يتصاعد النضال ضد الاحتلال وارغامه على الرحيل نرى ان تلك التباينات ستساعد على عدم اعتراف الدول ذات المصالح في الجنوب بمنح الجنوب استقلاله كون الجنوب موقع استراتيجي عالمي مهم وهنا علينا ان لا نلوم دول المصالح ان هي تدخلت بكل قوتها في وأد الحركة الثورية المناضلة لاجل التحرير والاستقلال ونحمل المسئولية فيما بعد من تسبب في ذلك ولن يرحمه الشعب ولا التاريخ .
هل ادرك اقطاب السياسة الجنوبية ان الصراع فيما بينهم البين لا يعني الا صراع شخصيات و كلا منهم يحاول ان يجعل مصالحه الشخصية فوق كل اعتبار يعني بالعربي الفصيح ان هناك ايادي تعمل في المتاجرة بدماء الشهداء وبالقضية الجنوبية كما ان قياداتنا لم تستوعب الماضي حين حكمت الجنوب بكثير من السذاجة والغباء واليوم يحاولون تكرار تلك الخزعبلات السابقة ولم يفقهوا ابدا من ان الجماهير بدأت تسخر منهم ومن تكرار الرقص على الحان اسطوانة مشروخة ولم يفقهوا ابدا ان التكرار يعلم الحمار ....
ولكن التكرار في هذه المرحلة لا يعلم الحمار وانما يجعل من الحمار اكثر محمارية من السابق ليكون حمارا نابغة في المحمارية بين اوساط الحمير
هل وصلت الرسالة .
سميه صالح وبران
بنت الجنوب
القاهره