مما يحز في النفس أن لدينا من المتسلقين لامتطاء صهوة الصحافة وامتلاك ناصية الكلمة بعض من الصبية الأغرار، فتراهم أحيانا يتطاولون لتناول ما ينشر ببعض الصحف أو يتطوعون لغرض ما، رغم أنهم ليسوا بأكفاء لذلك التناول وليسوا في مستوى ومهنية تلك الصحف.
إن الصحافة مهنة والكتابة موهبة وملكة من الله مع احتياجها كذلك للصقل والتثقيف الموسوعي، فأحيانا ترى من يتطاول لينتقد أو يفسر أو يحمل المعاني والجمل غير ما تعنيه، وكذلك يظن وكثيرا من الظن إثم كما تعلمنا من كتاب الله الكريم.. فلذلك هم يجهلون القاعدة الفقهية التي تقول (ناقل الكفر ليس بكافر).. ومعاذ الله أن تكون هناك صحيفة عدنية تقوم بذلك، لكنه التسرع في إطلاق الأحكام مثل ما حصل من بعضهم بسبب جهلهم أو سوء فهمهم.
فعندما لا يستطيع أحدهم أن يميز حتى بين ألوان ومقاصد مانشيتات لصحيفة ما ولا يستطيع أن يقرأ دلالة الألوان بين لون يدق ناقوس الخطر والانتباه وبين لون يبعث ويرسل إشارة حزن وقتامة على ما يعنيه ذلك المانشيت، فتلك مصيبة يقع فيها المتسرعون والمتسلقون والذين لا يفرقون بين رسالة الصحافة الورقية الرصينة وبين منشورات الفيس والتي لا يمكن أن تصل إلى مستوى الصحافة الورقية.. «لكل زمان مضى آية.. وآية هذا الزمان الصحف (أمير الشعراء أحمد شوقي.
حقيقة إن الذين لا يفهمون النقل للأخبار التي تنشر أو تذاع ولو حتى من الكيان الصهيوني كما تفعل القنوات الفضائية العربية، ولا يفهمون حتى ما قامت به الصحيفة من تمييز بالألوان بين لون الحذر والانتباه والنصح وبين لون الحزن والأسف لذلك القول أو الحدث.
حقيقة إن بعض المتسلقين قد انطبق عليهم القول: كل إناء بما فيه ينضح.
إذا كان عمى الألوان قد شاع على عيب في النظر، فإن عمى الإدراك قد شاع حاليا بيننا.. نسأل الله السلامة ونور المعرفة والنظر.