قبل ولوجنا فترة الشرعية الانتقالية كان المجتمع يتندر على ظاهرة الفساد (وهذه الظاهرة الفساد والرشوة والمحاباة وظاهرة شيوع النكتة كرد فعل من مجتمع لم يعد يحتمل الكثير من المواجع، ولبس بيده القدرة على التصحيح لغياب القدوة والصدق فأبشروا بالانهيار والقلاقل والفتن ونهاية السلطان والدولة، هكذا حلل ابن خلدون الحضرمي النسب، والأندلسي المولد والنشأة، هكذا حلل وضع الدول نشوءا وازدهارا ثم انحطاطا وانهيارا.. وفترة الانحطاط والانهيار هي فترة تعاظم الفساد وسريانه كقاعدة ونظافة الضمير واليد الاستثناء!
كان زمن صالح في الفساد المنظم والمشرع له من قبل السلطات ذاتها زمن نكتة (شي معانا عيشة)، وكانت تعني فيما تعنيه تمضية الحياة اليومية كل يوم بيومه (حق تمضية اليوم حق الغدى والقات فقط)... ثم حلت البركات العظيمة بزمن الشرعية وعاصفة التحالف العربي بأن ولجنا زمن (شي معانا ضرع!!)، وهنا اختلف الوضع لأن الإناء هنا قد تضخمت وتعملقت وأصبحت تبحث عن ضرع (بزبوز ينقط عسل مصفى)، يعني بالعربي الضرع يعني فيما يعنيه الحصول على منصب ابتداء من وزير أو نائب أو محافظ أو مدير عام أو سفير أو ملحق...إلخ. هذا لمن دعت له أمه أما الذين دعت لهم خالاتهم فيحصلون على حوالة شهرية في كشوفات الحكومة أو التحالف، أما البقية (فمع ورور.... وال.....!).
هذه هي حالتنا وتطورنا النوعي المتقدم في توظيف الفساد، إنني لا أتجنى، ولكن القرارات الرئاسية الأخيرة فيما عدا تعيين الغريب وأما البقية فهي لاتزال تمتح من زريبة عفاش، والتي طورتها الشرعية والتحالف حتى أصبحت مزرعة لتسمين رجال حاضر سيدي ومولاي) يؤكد ما ذهبنا إليه، فزمن شي عيشة ولى وانقضى وهل علينا زمن شي ضرع! فمرحى له مرحى.. وعلينا رفع الرايات البيضاء للفساد ولحكومة العالم الخفية والتي تتحكم بمصيرنا كأرض وثروة وإنسان..!!
خاتمة.. يقول قاسم محمد أيش هذا الكلام؟ * كلما راح مؤذي قال مؤذي سلام!!
ويقول بو قرنين: خرجنا من نكد وانه تلقانا نكد * وان النكد من حيث ماجينا يحاجينا!
عيال إنسان وانسانة ولد يقتل ولد * واحنا على نفس الطريقة مثلهم جينا!
الله يرحم السيد قاسم محمد (مكيراس/ سمع)، ويرحم السيد أحمد أبو قرنين (أحور).
لخصوا لنا المشكلة في جملتين لا غير... وخير الكلام ما قل ودل!!