• لفظة تتصدر السنة الكثير وتشغل تفكير آخرين، يستوي في هذا الأمر غالبية المعارضين وبعض المؤيدين، ممن يتفاعلون مع الأحداث من خلال رؤيتهم الشخصية وتحليلاتهم الخاصة، دون الاكتراث بمتغيرات خارج حساباتهم.
• داعي تناول هذه الفكرة محطات تاريخية مر منها الانتقالي من بداية تأسيسه إلى حد وصوله إلى المحطة الحالية، ليقوم البعض بتصوير مايعتبرها اخفاقات وكأنها نتيجة حتمية قابلة للتكرار دائما وأبداً، ويبدأ بفرض سيناريوهات يكون النجاح آخرها، والدافع لهذا كله هو بقاءه في دائرة "ارى ما لا يراه الآخرون" لكن التعاطي بهذه العقلية لاتبني اوطاناً ولا تصنع الأحداث العظيمة في مسار تاريخ الامم والشعوب.
• وبتقريب المجهر لتشخيص ما يقدمه المجلس الانتقالي الجنوبي، نجد أنه يزداد قوة وثبات، وتمنح له حرية اكبر في تحركاته وبسط نفوذه، وفي وفي كل مرة يحاول المناصرين قبل المعارضين اظهار الخطوات السابقة وكانها فشل، يأبى الواقع الا ان يظهرها وكأنها درجة سُلّم كان لابد منها، للارتقاء الى ماهو اعلى.
• وبإلقاء الضوء على احداث يناير الاخيرة في عدن - كنموذج - تلك الحادثة التي اسالت حبراً كثيرا، ليجد المشككون فيها ضالتهم المنشودة لوسمها بالفشل، فإنهم بردة فعلهم يتغافلون عن حقيقة واضحة: ان تصعيد الانتقالي الأخير واللهجة الصارمة، هي حصاد وثمار ذلك الموقف، فالمجلس كما اشار صراحة في بيانه الأخير انه تلقى وعوداً مقابل الانسحاب، كان ابرزها (تغيير الحكومة) ما يعني بالضرورة ان عدم تنفيذ هذه الوعود وفرت غطاءً شرعيا لتحركاته الحالية، ورفعت اي التزامات سابقة للتحالف بهذا الشأن، بل ان المطالب ذهبت لخطوة تصعيد أكبر الى ادارة الجنوب عبر حكومة تكون تحت اشراف المجلس الانتقالي.
• لذا فالتلويح بفشل اي خطوة قادمة والاشتراط بأنها مربط الفرس وانها آخر مابينا وبين المجلس، قد يندرج ضمن هذه النظرة القاصرة لتقدير المواقف وبناء المواقف في كل مرحلة من مراحل التصعيد.
• القرارات المصيرية يجب أن تُبنى وفق ارتباط المشهد اليمني والجنوبي تحديداً بعديد عوامل اهمها: ما يرتبط بمصالح دول الإقليم والمجتمع الدولي، وبالمناخ السياسي العام اليمني، وموازين القوى عسكريا على الأرض، وغيرها، ثم اسقاط كل المتغيرات على الواقع بكل تجاذباته، والتعامل بحكمة مع مانريد بين الأمنيات والممكن، حينها قد تتاح لنا رؤية واضحة تساعدنا في اصدار قرار صائب لتقييم تحركات المجلس سلباً وايجاباً وفق الانجازات والاخفاقات.
#ياسر_علي