تماما على طريقة أستاذهم و"معلمهم الأول" يتخاطب وزراء وإعلاميو حكومة بن دغر مع الشعب متصورين انهم يخاطبون قطيعا من الرعاع والجهلة العائشين في كواكب آخر في أقاصي درب التبانة .
يقولون (كما كان يقول معلمهم) إن أنين الجوعى وصراخ المرضى تخريب للوطن وان شكوى العاطلين عن العمل وتذمر الموظفين الذين لم يتقاضون مستحقاتهم منذ أشهر، تمزيق للنسيج الوطني .
يصورون مطالبة الناس بالكهرباء على أنها خدمة للانقلابيين الحوثيين، لكنهم يتهافتون على التودد للحوثيين للجلوس معهم على طاولة الحوار، ولو حتى لالتقاط الصور التذكارية، مثلما يهربون لهم الوقود والأسلحة ويتقاسمون معهم المنهوبات.
يصورون مطالبة الناس بالماء النظيف ورفع القمامة من الشوارع وشفط بحيرات مياه الصرف الصحي التي تغرق العاصمة وبقية مدن الجنوب على إنه اعتداء على الوطن وتهديد لوحدته (التي لم تعد موجودة إلا في أرصدتهم المالية وشركاتهم التجارية والاستثمارية ومنهوباتهم النقدية والعينية).
ضحايا المجاعة والتجويع والفقر والإفقار يطالبون بإسقاط الحكومة التي أوصلتهم إلى اكل الأعشاب وأغصان الأشجار تمسكا بالبقاء على قيد الحياة، وهم يقولون "إسقاط الحكومة يعني إسقاط الوطن" تماما كما كان يفعل أستاذهم وكبيرهم "الذي علمهم" الفساد والكذب والنهب والنصب والاحتيال، مع فارق أن الرجل كان مع كل كذبة وصفقة نصب وعملية احتيال يقدم مسكنا تافها للشعب أما هؤلاء فقد سطوا على كل شيء حتى المسكنات التافهة.
يا هؤلاء
أخجلوا قليلا من البجاحة والفجاجة والاستخفاف بعقول الناس، واعلموا أن المواطن البسيط غير المتعلم وغير السياسي يعلم الفرق بينكم وبين الوطن. . . .
أنتم لستم الوطن ولستم حتى من الوطن.
الوطن هو الأرض الساكنة في قلوب هؤلاء الجوعى، حتى وإن استبحتموها، والمستشفى الذي دمرتموه بعد أن كان يقدم لهم الخدمة المجانية .. . . الوطن هو المدرسة التي جوفتموها وافرغتموها من وظيفتها النبيلة بعد أن كان الأطفال يتعلمون فيها المهارات والقيم والمعارف فتحولت إلى متجر لبيع الشهادات.
الوطن هو الخبز والماء والدواء والأمان والتيار الكهربائي وسيارة النظافة وشرطة المرور ومركز العمل والمحكمة والنيابة والإذاعة والتلفزيون وكل ما اعدمتموه بعد أن كان في متناول ايدي الجميع،.
فما علاقتكم بكل هذا حتى تدعوا أن زوالكم هو زوال الوطن؟؟؟
لو أن خيطا بسمك الشعرة يربطكم بالوطن لاعتذرتم لهذا الوطن عما ارتكبتم في حقه من جرائم وانكفأتم خجلين خاسئين متسترين من أعين الناس التي تنظر إليكم بازدراء واستخفاف لم يعرفوا لهما مثيلا، لكن حتى هذه الشعرة لم تعودوا تقوون على امتلاكها، فانصرفوا غير مأسوف عليكم واتركوا هذا الشعب يقرر مصيره بعيدا عن وصايتكم وبجاحتكم وقلة حيائكم .
____________
*. من صفحة الكاتب على فيس بوك