سقوط مدينة الحديدة اليوم بايدي القوات الجنوبية بدعم ومساندة قوات التحالف هو مؤشر كافي على تقهقر المشروع الايراني في اليمن حتى لا اقول هزيمته..
لكنه يعني عمليا انتهاء العمليات العسكرية وعزل المليشيات الحوثية في الهضبة وبالتالي محاصرتها بإغلاق جميع المنافذ والممرات الرسمية التي تصلها بالعالم.
قد يقول قائل : وما مصلحتنا في الجنوب بتحرير الحديدة ؟؟
والاجابة بسؤال مماثل : وما مصلحتنا في الجنوب من إستمرار الحرب ؟!.
يكفي ان مصلحتنا الكبرى من هذه السيطرة الميدانية على الحديدة هي (وقف الحرب) بالنتيجة لان الحديدة ومينائها تعتبر الوريد الرئيسي والوحيد الذي تتغذى منه المليشيات وأبقى على صمودها عسكريا وتموينيا وسمح باستمرار تمددها على كل هذه المساحة الجغرافية ونيلها بعض القبول الشعبي ان لم نقل كل الرضا والتأييد كل هذا الوقت.
نعم وقف الحرب على هذا النحو هو المكسب الأهم الآن لان في إستمرارها إستمرار لسقوط وانهيار الدولة معيشيا وخدماتيا وإنسايا واخلاقيا وهذا مقدم على ماسواه من احاديث السياسة ومشاريع الدولة ، لهذا لابد من جعل هذا النصر الجديد (هاما وحاسما) ونقطة تحول للانتقال الى مسارات الحل النهائي التي لاتقفز على الواقع ولا تنتقص من أحد بما في ذلك الانقلابيين انفسهم !.