العنوان يبدو ضربا من المحال لمن ينظرون الى اليمن من الخارج اما من غاصوا في قاع المجتمع وعرف دهاء النخب السياسية اليمنية فلن يستغرب ان يحدث ذلك من الحوثيين ومن طرفهم الآخر في الشرعية في تبادل متقن للادوار وهذه المسرحية ستقدم خدمة جليلة في ظاهرها للشقيقة "السعودية" حيث سيختفي الحوثيون عن الواجهة ويدفعون بالسيد عبدالملك الحوثي الى ايران او حتى يعلنوا عن مصرعه للغياب وغياب التنديد الايراني معه عن المشهد بعد حرب تعاظمت كلفتها..
إن غياب الصرخة الحوثية بالضرورة سينتج عنها شقيقها الأخر بشعار جمهوري والوحدة او الموت ..
ليس بوسع المراقب للاوضاع في اليمن ان يتوقع شيء محدد فكل الاحتمالات تظل واردة في نخب تتوزع الأدوار بدهاء ماكر و تعمل على تغليب مصالحها ولا تأبه بالشعب اليمني ولا بالشعب الجنوبي ومعاناتهما وبدون شك فان ايران وقطر وتركيا لن تعارض العمل بهذه الخطة التي تقتضي غياب مشروع الحوثي وايران عن الواجهة طالما هذا سيبقي "الجنوب العربي" في قبضة اليمن تحت اسم الوحدة اليمنية ودولة "اتحادية بالاقاليم" وهناك مؤشرات كثيرة توحي باحتمال حدوث ذلك بنفس سيناريو تسليم صنعاء وكل المدن اليمنية للحوثيين بدون قتال في21 سبتمبر 2014 ويناير2015 وهروب كل القيادات العسكرية والسياسية الى الرياض وتركيا والقاهرة والدوحة واعلانها تأييدها لعاصفة الحزم وشرعية الرئيس هادي ولكن دون التقدم خطوة واحدة باتجاه صنعاء لمناصرة دول التحالف العربي وانما انصبت كل جهود تلك القوى على زعزعة الامن والاستقرار في الجنوب ومحاصرته سياسيا في الخارج رغم بعض الاختراقات التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي وهو مايجب على كل القوى الوطنية الحقيقية الجادة في الجنوب ان تكون متيقظة لكل الاحتمالات والوقوف مع المجلس الأنتقالي الجنوبي ومع قوات النخبتين والحزام وقوات الدعم والاسناد.. ومايجب ان تدركه القيادات الوطنية الجنوبية ان اي نكسة للقضية الجنوبية لاسمح الله لن تكون مثل مابعد نكبة حرب1994م بل ستكون أفظع وسيدفع الجميع الثمن غاليا لو حدثت بسبب تفريخ قوى الشمال لمكونات منتفعة يتم تلميعها لمشاركتها في الحوار او في حكومة الوحدة الوطنية المزعومة كممثلة للجنوب.
*- باحث ومؤرخ