أعلن عدد من الشخصيات الوطنية والاعتبارية في جنوب اليمن عن قيام تكتل جنوبي جديد طالب في أول بيان له بالاشتراك في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انطلقت أعماله في صنعاء يوم 18 مارس/ آذار الماضي .
ومن شأن إعلان هذا التكتل أن يدّخل جمع من الشخصيات الجنوبية في حسابات القضية الجنوبية، خاصة أن من أعلن هذا التكتل يعتبرون أنفسهم “ممثلين لأبناء الستينات والسبعينات”، وفي الوقت نفسه رسالة تذكير بوجود تلك الشخصيات، موجهة للقيادات الجنوبية التي ترأس تكتلات القوى الجنوبية وتكتلات الحراك الجنوبي الفاعلة في الساحة الجنوبية، التي كانت ضمن قيادات الدولة في جنوب اليمن منذ الاستقلال عام 1967 وحتى توحيد شطري اليمن في 1990 .
من جانبه أعتبر قيادي جنوبي مشارك في الحوار الحوار الوطني أن هذا البيان يشكل بداية من سلسلة تسريبات تنفذها بعض الجهات في صنعاء من أجل التهرب من إستحقاقات الحل للقضية الجنوبية ، وأوضح القيادي الجنوبي الذي أمتنع عن ذكر أسمه بأن الشمال سيعود لممارسة أساليبه الرخيصة السابقة في شق الصف الجنوبي كمحاولة لاضعاف الحجة القوية التي ظهر بها ممثلوا الجنوب أثناء إنطلاقة مؤتمر الحوار الوطني في 18 مارس الماضي ، معتبرا أن بيانات كهذه لن يلتفت اليها الحوار الذي أنطلق ولم يعد هناك مجالا لتكرار المسرحيات السمجة التي كان يمارسها الشمال على الجنوب في السابق .
ووفقاً لبيان وزع أمس بصنعاء فإن 82 شخصية أعلنوا قيام التجمع الوطني الجنوبي “بعد أن تم إقصاء جيل السبعينات من أبناء الجنوب في مؤتمر الحوار الوطني” و”تجاهل شخصيات سياسية وقبلية وعسكرية . . إلخ من المتضررين من عقود الستينات والسبعينات من أبناء المحافظات الجنوبية” . وأوضح البيان أن تلك الشخصيات سبق أن طالبت ولا تزال تطالب ب”إشراكنا في هذا الحدث الحواري الكبير لأن قضيتنا كبيرة وحلها جزء من حل مشكلات اليمن الجوهرية وتجاهلها يعني ترحيل مشكلاتنا إلى الخلف” .
ودعا التجمع الرئيس اليمني وصناع القرار والدول الراعية للمؤتمر إلى العمل على تكوين لجنة وطنية موازية ورديفة لمؤتمر الحوار القائم برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي يتم اختيارها من العقلاء في الوطن ممثلة في الشخصيات الوطنية والدينية المعتدلة بعيداً عن الاختيار الحزبي والتصنيفات السياسية تكون مهمتها تقديم الرأي والمشورة والمقترحات للرئيس ومؤتمر الحوار الوطني انطلاقاً من معرفتها بواقع المحافظات ومعاناتها حتى تستكمل الصفة الشرعية بمشاركة كافة أبناء الشعب في الحوار الوطني وتقديم الحلول السليمة التي تحافظ على مستقبل اليمن الموحد واليمنيين أجمع، وتخلص الوطن من كل مشكلاته، وتسهم في بناء الدولة الحديثة” .
وكان لافتاً في بيان التجمع إلى جانب المطالبة بالاشتراك في مؤتمر الحوار الوطني المطالبة ب”عودة أملاك من تم تأميم أملاكهم منذ فجر الثورة بأشكالها كافة، ولاتزال بعضها مؤممة حتى الآن وإنصاف الشهداء والجرحى والمناضلين والمعاقين والنازحين منذ فجر الثورتين سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول ورد اعتبارهم” .
وأرسل البيان تطميناً بالقول “لا نهدف من مشاركتنا إلى إدانة شخص أو نظام، إنما هدفنا المشاركة في بناء دولة خالية من الإشكاليات ومخلفات كافة الأنظمة السابقة، وكي نضع قضيتنا ضمن قضايا الوطن شماله وجنوبه” .
* “الخليج”: