شاهدت حديث رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي في برنامج حواري في قناة ابوظبي الاماراتية وخرجت بانطباعات عن الرجل والقضية وباستنتاجات عن الاستراتيجية الجنوبية وما هو قادم.
أ) الانطباعات:
١) كشف اللقاء مع الزبيدي ان هذا الرجل "صلب" المبادئ ولا يتراجع عن قول مايريد الشعب وماتخطط القيادة باي مكان واي ظرف وان العلاقة مع دول التحالف كلها بالنسبة له هي نظرة تلك الدول الى قضية الجنوب وحق شعب الجنوب وليس لاي اعتبارات اخرى فهو قال لهم ان الجنوب "ابن للتحالف وجزء من نسيجه" لكن تجاهله وتجاهل قضيته سيجعل منه "ابن عاق" لا يحترم حتى الابوة ان كان الاب هو من بدأ بالاقصاء للابن وهذه خطوط حمراء رسمها الزبيدي للتحالف ومجلس التعاون من داخل عاصمة من عواصم التحالف وعبر احد تلفزيوناتها ودون اي تردد.
٢) كذلك بالنسبة للعالم والامم المتحدة ومبعوثها، رئيس المجلس استخدم معهم "القوة المتجسدة على الارض" واعلنها صراحة انه قال لجريفيث: "اذا تجاهلت قضية الجنوب مثل سابقيك بن عمر وولد الشيخ فسيفشل في كل بقاع اليمن" بل حدد مصادر الافشال حتى في الشمال وتحديدا "الحديدة" وهذا يعطي انطباعا عن قيادة ومجلس مستعد للقتال من اجل قضيته وبكل قواه التي بناها بصلابة ودون تردد وفرض امر واقع على الكل ودون خوف من الكل.
٣) الانطباع الشامل عن الرجل بعد اللقاء ان هذا القائد الذي يعلم دواخل الامور ويصمت كثيرا يمتلك شجاعة لقلب كل المعطيات على الكل من اجل قضيته ولو عاد للقتال كما كان من اجلها، لكن هذه المرة بعد ان استغل الفترة الماضية لبناء قوة جنوبية تستطيع صنع معادلة جديدة ورفض مايرفضه الشعب وترسيخ مايريده كذلك.
ب) الاستنتاجات:
استدعاء اللواء الزبيدي بشكل عاجل من قبل التحالف واراء المشاركين في البرنامج "اماراتي وسعودي" وحديث البرنامج عن مؤتمر برعاية مجلس التعاون للنظر في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار "رغم كونها" مقرة من قبل وكاملة يعني مراجعات كثيرة حسب متغيرات جديدة لم تعد المبادرة والمخرجات تناسبها واهمها الوضع في الجنوب "وهو ماذكره الزبيدي في البرنامج بالحرف" وهذا يعطي بشرى جديدة فرضها الجنوب.
الذين يتحدثون عن عبثية الحرب في الحديدة يمكنهم استنتاج معنى التفكير الاستراتيجي للقيادة باهمية المشاركة في الشمال لقوات الجنوب للقضية الجنوبية والامن القومي الجنوبي والاستراتيجية الجنوبية للحوار مع العالم باستخدام ادوات القوة والتواجد حيث تحدث الزبيدي بلغة تهديد لاي سلام دون الجنوب وقال : "بامكاننا الذهاب الى الشمال الى الحديدة ان استثني الجنوب" وهو مافهمه الحاضرون وعلقوا عليه بالقول "هذا تهديد" قبل ان يستعرض الزبيدي قواته وماحققته هناك وكما كتبت سابقا عن الحديدة من الناحية الاستراتيجية وقلت "ان المشاركة في تحرير مناطق الشمال يعني المشاركة في صنع مستقبل الشمال والجنوب" وهذا ما تحدث عنه الزبيدي بلغة القائد اليوم.
حديث الزبيدي عن الخدمات وتفريقه بين "الحكومة جابية الايرادات" وبين مجلس سياسي تمثيلي تحدثنا عنه سابقا ليس من مسؤوليته الخدمات ولكن من واجبه التدخل لجعل الحكومة توفرها متى ما ثار الشعب عليها.
عن الحراك، هو شخص كل شيء بصورته الصحيحة. هناك حراكان: أ) حراك مضخم اعلاميا تقوده ايران وقطر عبر باعوم ويظهر بالجزيرة فقط للتصريحات ضد التحالف وبصحيفة المسيرة الحوثية كذلك وليس له قاعدة على الارض
ب) حراك مكونات بالداخل له قواعد ويقيم فعالياته وليس للانتقالي عليه شيء، كالمجلس الاعلى (صالح يحيى وغيره).
اعتقد ان لقاء الزبيدي اماط اللثام عن كثير من قضايا النقاش في الشارع الجنوبي ومن اراد الحقيقة ومعرفة ماجرى ومايجري وماتخطط له القيادة سيعرف ذلك من خلال اللقاء وقراءة ماقاله الزبيدي بتعمق وحتى من خلال الضيوف الذين اختيروا بعناية "سعودي اماراتي" للتعبير عن راي الدولتين والتلفزيون الرسمي الاماراتي كمنصة له وهذه لها دلالاتها.
اما من يريد مناكفات و(مناجمات) ليس الا فسيركز على امور يمكن ان يصنع بها شغبا فيسبوكيا ليس الا ستدحضه الوقائع كل يوم قبل ان يعترف الكل ان القيادة هذه عرفت كيف تستخدم كل شيء ووصلت بشجاعة لما اراد الشعب الجنوبي دون تنازل عن حقوقه.