الأخطاء التي تعتري عمل المجلس الانتقالي الجنوبي لا يجب أن تكون مناسبَة لإفشاله طالما والبديل ضائعا، فالانتقالي على علاته يظل هو الجهد الجنوبي الذي تم انجازه لتجاوز نقطة ضعف الثورة الجنوبية وكعب أخيل الجنوب، ونقصد بها غياب المظلة السياسية والحامل السياسي للقضية الجنوبية، في ظل محاولات يمنية واقليمية لتجاوز الجنوب بأية تسوية سياسية قادمة.
ونستغرب ممن يقولون اليوم أن الحراك الجنوبي هو الحامل السياسي بعد أن ظلوا ينتقدون ويستهجنون هذا الحراك لعدم تمكنه من إفراز حامل سياسي موحد.ومعهم حق في هذا النقد، فالحراك الجنوبي أساسا هو ثورة شعبية شاملة -أخذت لها هذه التسمية على غفلة من الإعلام الجنوبي الذي ظل شبه غائب بالسنوات الماضية-, فهو أي الحراك خليط من الافكار والمشارب وليس كيان سياسي متجانس ليقوم بمهمة تمثيل قضية , لكن أن يعود هؤلاء اليوم ليقولوا ما كانوا ينتقدونه ويستهجنونه بالأمس فهذا أمر محير لا يمكن فهمه إلا على أنه محاولة لتقويض أي جهد جنوبي لأغراض ومآرب يعلمها الله.
نعم الانتقالي ليس بالمستوى المطلوب ولا هو بالمظلة السياسية المثالية التي نشدناها لتمثيل قضية وطنية بحجم القضية الجنوبية، ونعيب عليه بكثير من المواقف منها هوشلية عمله وتماهيه مع قوى يتهمها بالتآمر على الجنوب، كما نعيب عليه وبقسوة تهيّبه المفرط من عدم مصارحة التحالف بإعادة تقييم علاقته به وإحجامه بشكل غريب عن مطالبته للتحالف بوضوح رؤيته " التحالف" السياسية حيال الجنوب في ظل تحالفاته المتتالية مع عدد من القوى اليمنية، سننتقده الى درجة الإيلام وليس الإفشال...لكنه أي الانتقالي يظل هو المتاح الذي يجب الحفاظ عليه- على الأقل حتى يأتي ما هو أفضل منه-...وأية قوى جنوبية وبالذات داخل الحراك الجنوبي لديها الحل الأفضل لإخراج الجنوب من دوامته المستعصية المتمثلة بغياب الممثل السياسي وتجاوز تعدد الرؤوس وتشعب الجهات التي اضعفت القضية الجنوب وتوشك أن تودي بالجنوب الى هاوية أخرى فوق هاويتي 90م و94م فلتتفضل وجميعنا خلفها، وسنرمي بالانتقالي الى عين الشمس إن أرادت، لكن أن ترتفع الأصوات لإفشال المجلس الانتقالي في ظل البديل هو العدم والضياع فهذا لا يمكن تفهّمه أبداً- نتحدث هنا عن الذين يطالبون برمي الانتقالي الى البحر وهم من ينشدون دولة الجنوب والانتصار لقضيته، وليس لديهم البديل، ولا أعني تلك الأصوات التي لا تريد الانتقالي ولا غير الانتقالي أن يتبنى القضية الجنوبية، فهؤلاء ليست مشكلتهم بعدم الاعتراف بالانتقالي بل بعدم الاعتراف بالقضية الجنوبية من الاساس، حتى وأن عملت على ذر الرماد وبدت بعكس ذلك.
*صلاح السقلدي