أيام وشهور وسنين والمواطن في عدن ما بعد التحرير يعيش في جحيم المعاناة، الحرب في الشمال والمواطن في عدن يدفع الثمن.. أمن مفقود، وكهرباء متردية (بالتقسيط المريح)، ساعتين لاصي وساعتين طافي، وبمناسبة ارتفاع درجة الحرارة في عدن خاصة، مياه تنقطع في بعض مناطق عدن أياما وليالي، خدمات غير متوفرة ورواتب متدنية إن توفرت في وقتها المحدد فهي لا تكفي لتوفير لقمة العيش الضرورية، نظراً لارتفاع الاسعار بشكل جنوني وهبوط قيمة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية.
ومن المعروف أن أغلبية مواطني عدن يعيشون على الرواتب فقط ولا يوجد لديهم أي دخل آخر، فهناك من راتبه عشرون ألف ريال وهو بقيمة كيس أرز، ولديه أسرة كبيرة العدد، فهذا لا يستطيع توفير أبسط الضروريات لأسرته، إنها حياة مأساوية بحق لا يعلمها إلا من يكتوي بنارها.
فهل يحس المسؤولون الغارقون في ملذات السلطة والمصابون هم وأبناؤهم بأمراض التخمة من دسم العيش بمعاناة أولئك المواطنين البسطاء من جور العوز والفاقة وهم بصمتهم المعبر عن غضبهم وهو الصمت الذي يشبه الهدوء قبل العاصفة، فماذا تعني المسؤولية في نظر البعض؟ هل هي من أجل كسب الثروات وتكوين الشركات الخاصة؟ أم أن المسؤولية تعني خدمة الوطن والمواطن؟ باعتبار المسؤولية أمانة لدى من تحملها.. فأين أولئك القوم من قول الله سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (27 - الأنفال).. وأين هم من قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
ولذلك نقول لأولئك المسؤولين مالكي القرار، اتقوا الله في أنفسكم، واتقوا دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب.