إذا راهن المجلس الإنتقالي الجنوبي على فشل الآخرين فلن يتقدم خطوة ، لأن الأطراف الأخرى لا مشروع واقعي لهم وفي أفضل الحالات فإن أحدهم سيعيد الشعب الجنوبي إلى بداية الحراك والطرف الآخر سيعيد الجنوب إلى حضن صنعاء .
الطرفان المدعومان من قطر وإيران رغم إمكانياتهما الباهظة إلا أنهما لم يغيرا من الواقع شي ، وظلوا مجرد ظاهرة صوتية للتخريب والتشويش ليس إلا ؛ وكل البطولات التي يتغنون بها هي عرقلتهم لخطوات المجلس الإنتقالي فقط ، وهم في الأساس - ومن يمولهم - ليس لهم مشروع واقعي غير العرقلة .
إذا سمح الله ونجح طرفي إيران وقطر في الجنوب فالكل خاسر ، لأنهم سيدخلون الجنوب في فوضى وحرب "بالوكالة" وستتحول الجنوب إلى سوريا أخرى ، وسيكون التحالف العربي أكثر الخاسرين ؛ وهذا الأمر لن يتم لأن كل الشرفاء يدركون خطورته .
مؤسف أن يتحول بعض الجنوبيين إلى خنجر لطعن الأمل الوحيد دون مراعاة الظروف المحيطة إقليميا ودوليا فإذا كان دول التحالف بكل قوتها وقدراتها تعاني من ضغط دولي بضرورة التوقف وعدم إقتحام الحديدة فلماذا يسخر البعض من توقف الجنوبيين على أبواب المعاشيق وهم يعلمون لماذا توقفوا !؟
من الواضح أن الإنتقالي وجد ليبقى ، وهو يراهن على قوته الشعبية والميدانية ، وعلى علاقته الخارجية، وهو في الأساس يمثل شوكة الميزان في المنطقة لكسب المعركة والحفاظ على الإنتصارات والإستقرار أو خسارتها ؛ فلا داعي للخوف على التباطؤ في الخطوات ؛ والضغط لتحقيق المكاسب أمر مطلوب لأن العالم لا يؤمن بعدالة أي قضية بقدر مايؤمن في كيفية الحفاظ على مصلحته .
#وضاح_بن_عطية