في الامارات لاشي يطرح الآن غير التفاف الجميع حول مشروع الدولة الجنوبية الجديدة والوصول الى صيغة توافقية وحيدة تمكن المفاوض الجنوبي من ادواته اللازمة وتحديد مسار العملية التفاوضية نحو هدف اقامة الدولة الجنوبية ..
لا توجد ملفات اخرى لبحثها في الامارات غير التقارب الجنوبي واعتقد ان استدعاء وزير الداخلية الى الامارات اليوم يأتي على خلفية حالة الفوضي المفتعلة في المنصورة التي اساءت الى الشرعية وعلاقتها بالتحالف وذلك باحراق العلم الاماراتي وصور محمد بن زايد علما ان احد داعميها بصفة نائب مدير أمن عدن بقرار من وزراة الداخلية التي لم تقم بواجبها في التصدي لممارسات الصعلكة والتهديد بتحويل عدن الى حمم من نار ضد الامارات دون حتى بيان او بتصريح ادانه او استصدار اوامر قبض على المتسببين والمحرضين اضافة الى انها اي حالة الفوضى هذه تاتي بعد تسريب مقابلة لوزير الداخلية الميسري وفيها من التهكم والاتهام والتحريض ضد الامارات مالا ينفع معه التبرير او الاعتذار !.
والاهم من هذا كله هو اللقاء القصير للملك سلمان بالرئيس هادي امس ويبدو انه قد وضع الرئيس امام مسؤولياته مباشرة لضبط ايقاع العلاقة بين كل الاطراف طالما ومعارك التحرير في اوجها وانه ليس من المقبول فتح جبهات اخرى في اماكن اخرى لاسيما مع الامارات بينما الحديدة توشك ان تسقط لان افتعال معارك هامشية وان كان لها مايبررها في السابق انما الان فالمعركة مصيرية ولاوقت للتخاذل او الابتزاز وهذا الاستدعاء بمثابة قرص اذن او تتمخض عنه مواقف جديدة استعدادا لما بعد تحرير الحديدة !!.
الحقيقة ان الرئيس قد حُشر في زاوية بسبب تصريحات وزرائه الغير مسؤوله ولا مقبولة وعليه بالتالي ان يضبط سوقه والا فان النتائج على الارض تعكس الحجم الحقيقي لشرعيته وانحسارها الواضح في الشمال والجنوب وبالتالي لابد للشرعية من رسم خارطة سياسية لاتتنكر فيها لاحد من الشركاء في هذه الحرب وتضمن لهم حضورا فاعلا في المستقبل وفقا للنتائج التي فرضت امر واقع جديد لايمكن تجاوزه ، كما وانه لايمكن للميسري ان يكون بعد الان بوقا للفوضى واستثارة مجاميع شوارعية محبطة للنيل من التحالف من خلال مقابلاته وتصريحاته المتهورة وهو مسؤول كبير في حكومة الشرعية لان هذا الموقف يسيء الى الرئيس مباشرة والى العلاقة بين الشرعية والتحالف وبالتالي على الميسري ان يكون حليفا ويحترم هذه العلاقة او ان يكون معارضا لتواجد التحالف من خارج السلطة .
في اعتقادي انه لم يعد من مسلك آمن للميسري وغيره من المتململين الا اللحاق بالتوافق الجنوبي المجتمع في ابو ظبي ويتخلى عن الشرعية واخوانها تماما، او ان الرئيس سيتخلى عنه حفاظا على شعرة معاوية مع التحالف!.