يتميز أهالي ذمار بالذكاء الشديد ( بعكس ما يصوره عنهم صانعو الطرف والحكايات على وسائل التواصل الاجتماعي) وفي سياق ذلك تأتي صناعة النكتة السياسية كما النكتة العادية، ومما قيل عن أبناء ذمار وبعد خطاب الرئيس السابق في حملته الانتخابية عن الطاقة النووية في العام 2006م، والتي تلتها حالات انقطاعات متكررة للكهرباء ولجوء الناس إلى الشمع للإضاءة، أن أحد الآباء الذماريين أعطى ابنه خمسين ريالا ذات مساء عند انطفاء الكهربا قائلاً: “اسكه ادي لنا بخمسين ريال نووي من البقالة”.
ومن أشهر ما قيل في العام 2011م عقب اندلاع الثورة الشبابية أن مجموعة من الذمارية أقبلوا فوق سيارة (قلاّب) ومعهم حمل كبير من الأحجار متجهين إلى دار الرئاسة في الستين الجنوبي، وعندما سألهم الحراس: ما هذا؟ وماذا تفعلون به؟ ردوا: هذه أحجار الأساس التي وضعها الأخ الرئيس نشتي نردها له!!! تذكرت هذه الطرفة وأنا أشاهد صور رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر وهو يضع أحجار الأساس لعدد من المشاريع في جزيرة سقطرة، وقبل هذا بأيام كان يوزع أحجار الأساس هنا وهناك في بعض مناطق حضرموت وفي أبين وعدن في تأكيد واضح أن مدرسة عفاش تعلمت منه دروس التضليل والكذب لكنها لم تستكمل تعلم الدرس إلى النهاية، وهو أن “حبلَ الكذبِ قصيرٌ” وأن “من تغدَّى بكذبة ما تعشَّى بِها” كما يقول العامة.
يضع الرجل أحجار الأساس لعشرات المشاريع تبلغ تكلفة أصغرها مئات الملايين، ولو جمعناها معا لبلغت التكلفة عشرات وربما مئات المليارات من الريالات اليمنية، ويأتي هذا في وقتٍ تعجز فيه حكومة بن دغر عن تنظيف العاصمة من أنهار مياه الصرف الصحي التي تغمر معظم شوارعها ولا من أكوام القمامة التي تغطي كل أحيائها ناهيك عن عجزهاعن منح الموظفين الحكوميين مرتباتهم الشهرية لعدة أشهر، فمن أين سيأتي بن دغر بمئات المليارات التي سينفذ بها تلك المشاريع العملاقة؟؟ إلا إذا كان يعتقد أن المواطنين الجنوبيين أقل ذكاءً من “أصحاب ذمار” ولا يتوقع رسو (القلاب) أمام بوابة المعاشيق!!