تعاني محافظة حضرموت -الرافد الأول للدولة بالعملة الصعبة من خلال بيع نفطها المنتج الوحيد اليوم الذي تقوم بتصديره الجمهورية اليمنية وتستفيد من ريعه- من أزمة شديدة في التيار الكهربائي فقد ، وصلت ساعات الإطفاء إلى أرقام فلكية قياسية مهولة وذلك في مستهل فصل الصيف وليس في مراحل إشتداده ؛ فالقادم كما يبدو سيكون الأسوأ على الإطلاق في ظل سكوت السلطات المختصة وعدم البوح بالأسباب الحقيقة لذلك والتي تبدوا لنا كمواطنين أعذار اقل مايمكن أن يقال عنها بأنها أوهن من بيوت العنكبوت .
فليس مقبولا البتّة أن يستمر انقطاع التيار الكهربائي اليوم وطوال الاعوام المنصرمة في كل موعد مع الصيف الساخن بسبب نقص في تموينات الديزل أو المازوت او حتى شحّة في الزيوت ؛ لأن الأولى بالدولة وسلطاتها فعل الكثير والإستفادة من تجربة ومعاناة السنين الماضية وتفادي ذلك ، ولكن السلطات تأبى إلّا أن تكرر المأساة السنة تلو الأخرى تنكيلا واستهزاءا وزيادة وإمعانا في المعاناة التي يتجرعها الجميع . وللأسف الشديد بخنوع وتقبّل مذهل للأمر من قبل الحضارم ودون ابداء أي تحرّك للشارع برغم زيادة الرطوبة ساحلا واشتداد الحرارة وارتفاع درجاتها واديا وصحراء ..
في الوادي استبشر الناس خيرا بتدشين عمل المحطة الغازية لكهرباء وادي حضرموت من قبل رئيس الوزراء د احمد عبيد بن دغر _ (ولكن يافرحة ماتمّت) ؛ فقد استهلتها منطقة كهرباء وادي حضرموت بمزيد من الانطفاءات التي لا مبرر لها ولا وضوح لأسبابها .
بلامبالاة بالغة تتصرف كهرباء وادي حضرموت تجاه المستهلكين دون أن تكلّف نفسها أي عناء للتبرير أو التوضيح لما يعتمل من اجراءات تقوم بها ، تؤدي إلى تردّي القدرة الكهربائية لمحطاتها وبالتالي زيادة المعاناة على الغالبية من المستهلكين البسطاء الذين لايمتلكون البديل (من موتورات كهربائية _ أو بطاريات _ ومحولات _ أو ألواح طاقة شمسية) او غيرها من الوسائل التي قد تشكّل حلا مؤقتا للإنطفاءات المتكررة والمملّة التي تخطّت الحد المقبول هذه الأيام مع ارتفاع درجة الحرارة نتيجة حلول فصل الصيف .
ليس مبررا أبدا مايحدث ؛ ففي الوقت الذي يتم فيه تدشين محطة جديدة للكهرباء الغازية وزيادة التوليد يظهر عجز شديد وانطفاءات متكررة في الكهرباء بأعذار أقل مايقال عنها أنها واهية ، فمرّة يكون السبب صيانة في فلترات احد المولدات ، ومرة أخرى صيانة في مولّدين المفترض بهما أنهما جديدين ومن شركة عالمية اتصفت بالمتانة في محركاتها المنتجة والمصدرة لدول العالم أجمع .
ومرّة أخرى يقال بسبب عدم وجود شبكة ناقلة صحيحة لنقل التيار من المحطة الى المستهلك .. وهلمّ جرّا من هكذا اعذار
يقول المثل (من أمن العقاب.. أساء الأدب)
#صالح_فرج
#الخميس 10مايو2018م