تصر المجاميع المتدنبعة وبعناد على ان مايحصل في الجنوب انقلابا ثانيا ضد الرئيس هادي او تمردا عليه وعلى هذا الاساس يستميتون في نسج القصص الخيالية والاكاذيب والتزوير وانتحال اسماء شخصيات رسمية في محاولة لصناعة وهما يستطيعون به الهروب من الواقع الذي يضيق كل يوم من حولهم مع كل انتصار عسكري او سياسي يرتفع معه وبه العلم الجنوبي هنا وهناك .
ماحصل في الجنوب وبايجاز شديد؛ بدأ بحالة رفض جمعي للاحتلال بالقوة العسكرية في 94م ، وعلى اثره تشكلت في الخارج حركة موج ومن بعدها تاج وكذا تيار اصلاح مسار الوحدة في الداخل ، وتداعت الفعاليات الحزبية والنقابية ودشنت بعد ذلك صحيفة الايام بدايات الحراك السلمي برفع الصوت والتنديد بممارسات الاحتلال التعسفية التي جعلت من عدن مدينة مفتوحة بعد الاجتياح وتلتها بتدمير ممنهج لكل مؤسسات الدولة وتسريح الآلاف من العسكريين والمدنين وهكذا تتصاعد وصولا الى لقاء جمعية ردفان ونزول المتقاعدين العسكريين الى الميدان وتدحرجت الكرة الثلجية وكبرت واصبحت ثورة شعبية بإسم الحراك الجنوبي السلمي واستمر 10 سنوات وصولا الى الحرب الثانية واجتياح الجنوب الذي ادى الى انبعاث المقاومة الجنوبية المسلحة ومن خلفها كل الشعب وبمساندة ودعم دول التحالف العربي حتى تحقق النصر والتحرير وتوجت كل هذه الجهود باعلان عدن التاريخي واشهار كيان سياسي جنوبي واسع (لمجلس الانتقالي) وهو المنجز الوطني الكبير وثمرة هذه المسيرة النضالية الطويلة بكل مافيها من آلام ودماء ودموع وصبر وتضحيات !.
ولهذا فان مايحدث اليوم في الجنوب هي مرحلة متقدمة من مراحل استكمال النضال التحرري وذاك بالمحافظة على النصر وحمايته وانتظار الاستحقاق الذي طال وبالتالي فهي ليست استقصادا لهادي ولا لشرعيته ولا لاي جنوبي اي كان شكله او لونه او موقعه او تحفظة او معارضته او حتى معاداته .. كل هذه المحطات المشرقة من مسيرة الحرية المستمرة سبقت الجميع وتجاوزت الجميع ولم يستوقفها احد ولم يمنعها احد ولم تقم لاجل احد وهي اليوم ليست سلعة للمماحكة السياسية او للمقايضة المناطقية او الحزبية بل هذا هو المشروع الجنوبي الوطني الذي لا هم له الا استعادة الهوية وبناء الدولة الجنوبية الجديدة ولا شي غير ذلك لا هادي ولاسواه .
شهاب الحامد
الثلاثاء 10/ابريل/0018