حول التحالف والشرعية

الفشل في خلق علاقة جيدة بين التحالف والشرعية تتحمل مسؤوليته الشرعية أكثر مما يتحمله التحالف.

الشرعية  في أشد الحاجة للتحالف، بل ومديونة له، فلو لا تدخله لما بقي لها من ذكر أو أثر، ولذلك كان يفترض بها أن تحرص كل الحرص على تمتين العلاقة معه وتعزيز الثقة به، على الأقل في الظروف الحالية ، وليس الدخول معه في علاقة عناد صبيانية، دفعته في ظل الفساد والفشل الذي تعانيه أجهزتها للبحث عن خيارات أخرى من خارجها .

 فمن المؤكد في أن التحالف لو كان وجد في الأداء الإداري والأمني لحكومة الشرعية في المناطق المحررة مايستحق التقدير والثقة، لما عمل على تشكيل الحزام الأمني والنخب لفرض الأمن ومحاربة الإرهاب من خارجها، ولو كان وجد في سلوكها السياسي مع القوى التي كان لها الفضل في تحرير الجنوب ما يظهر احترامها والحرص على الاحتفاظ بها، لما دعم قيام المجلس الانتقالي، ولو كان وجد في فعلها في المعارك مع الحوثي ما يتناسب مع دعمه العسكري الكبير لما فكر في الاعتماد على تشكيلات عسكري من خارجها، وعلى عائلة علي عبدالله صالح التي لا تعترف بالشرعية.

إذا أرادت الشرعية أن تنجح في تغير من موقف التحالف منها فعليها أولا أن تغير من موقفها مع ذاتها حتى تنجح على الأرض، فالفساد والنجاح لا يجتمعان في حكومة أبدا .