كانت مأرب والجوف اعشاشا كبيرة للدبابير القاتلة ، ثم طارت بعضها الى البيضاء والسيلة البيضاء واجزاء من يافع ..
سقطت ابين العاصمة وخنفر ،، سقطت عزان والحوطة،، سقطت قرى عديدة بأيديهم في لحج ...
كل هذا لم يحرك ساكنا وتعايش الناس مع هذا البلاء القادم من الشمال بكل مافي الشمال من دناءة وخسة وقلة أصل .
حتى موجات النزوح جراء ذلك العبث لم تصبح مادة اعلامية ذات مغزى كما هي حالة التكسب والفيد والمتاجرة بالام النازحين !.
هذه المدن القبلية والريفية ليست اهدافا كبيرة بقدر ماهي مواطن انتشار وتوسع بفعل توفر الحاضن الاجتماعي للارهاب بسهولة نتيجة للفقر والجهل وغياب نفوذ الدولة .
عدن وحضرموت تم اخيارهما لسببين :
1-مدنية عدن واهميتها للجنوب كعاصة وللعالم كموقع استراتيجي هام ، وهذا سبب كافي لاختيارها ساحة اعمال ارهابية كلما دعت الحاجة لذلك ، وهذا يعني ان عملية ارهابية نوعية في مدينة عدن يصل صداه الى ابعد مدى ويحمل رسائل مباشرة لاكثر من طرف ويكون محل اهتمام معظم وسائل الاعلام في العالم .
2- حضارة حضرموت ومدرستها الدينية الوسطية العابرة للقارات، وهي بوابة العلم التي تشد اليها الرحال ومذهب الجنوب العقدي والفقهي وهنا مكمن الاهتمام بحضرموت واحكام القبضة عليها ، وبالتالي تطويعها بالسياسة والعسكرة والفكر المتشدد الذي ترفضه الفطرة الانسانية السوية وهو مالا تقبله سيكولوجية الحضرمي التي روضتها الحضارة وهذبها العلم .
ان اغتيال الحبيب العلامة السيد عيدروس بن عبدالله بن سميط (رحمه الله) اليوم في مدينة السلام والنور تريم واسلوب التنفيذ ووضاعة المنفذ التي لم ترع حرمة البيت ولا كرم المضيف ولا شيبة الرجل ولا صلاحه وعلمة وليس هذا باكثر من اغتياله راكعا في محرابه متوجها الى الحق الذي لا يضيع عنده الحق . نعم ان هذه العملية الاجرامية الشنيعة تأخذ منحى آخر ورسائل أخرى اكثر امعانا ووضوح من رسالة اختطاف السيد عبدالله مولى الدويلة او اختطاف الطالب الاسترالي من امام دار المصطفى قبل اشهر من الان !.
لابد من مواجهة الارهاب عسكريا وفكريا ونبذه اجتماعيا وذلك بتطهير حضرموت الداخل كلية من جيوش الارهاب ومن ثم محاربة الفكر الضال والدخيل على حضرموت ومعظم مناطق الجنوب على طريق اجتثاث كل الاشكال والمسميات التي ورثناها من اسوأ نظام مر بالجنوب وكأسوأ تركة نرثها لأسوأ احتلال في هذا الزمان الردئ.
شهاب الحامد
الجمعة