ألا يكفي ما عاناه الجنوبيون خلال فترة الوحدة والأصعب في المعاناة بعد 94، وزادت تلك المعاناة بعد إعلان ثورة 2007 الجنوبية؟.. ألآ يكفي ما تعرض له شعب الجنوب من ظلم وتعسف من قبل دولة الاحتلال في صنعاء؟! ألا يكفي تدمير الأرض والإنسان في الجنوب؟ ألا يكفي تدمير كل شيء في عدن وغيرها من الأراضي الجنوبية؟
ألا يدرك المجتمع الدولي والقوى العالمية والإقليمية المحبة للسلام ولحرية الشعوب أن الفترة النضالية التي قضاها هذا الشعب كافية لاستقلاله ونيل حريته.
سنوات مرت على نضال هذا الشعب وهو يطالب باستقلاله عن الشمال، ورغم تغيير الواقع على الأرض في الجنوب إلا أن كثيرا من القوى الشمالية حتى الآن بمختلف توجهاتها لم تؤمن بنضال الجنوبيين ولا بقضيتهم، وخاصة عندما تكون المطالبة بفك الارتباط، بل تعتبر تلك جريمة كبرى، ولكن هذا شأنهم، أما نحن في الجنوب فقد اخترنا طريقنا نحو الحرية والاستقلال ولا رجعة في ذلك مهما كانت العوائق.
وتحاول تلك القوى الشمالية التي هي أصلا تختلف في كل شيء ما عدا في قضية الجنوب فيتفقون حولها.. وفوق هذا يعملون على زرع الفتن بين الجنوبيين بشتى الطرق من خلال استغلال الخلافات بين الجنوبيين واستغلال وجود ضعفاء نفوس من الجنوبيين ممن يستمعون إليهم ويعملون على تأجيج تلك الفتن.
ومن خلال ذلك نقول للرأي العام في الشمال ولتلك القوى المؤثرة في المجتمع الشمالي إن وضع الجنوب اليوم تغير ولم يعد كما كان في الأعوام الماضية، أرجوكم كفى غرورا بشأن الجنوب، وأبقوا ولو على القليل من الاحترام بين البلدين والشعبين في المستقبل.
نحن نقول هذا الكلام والمعارك لاتزال مستمرة على الأرض اليمنية وندرك ما يعانيه الشعب في الشمال نتيجة لتلك الحرب، وندرك أيضا أن هذه الحرب التي سببها الحوثي وصالح ستكون آثارها عظيمة ومؤلمة على مستقبل هذا الشعب.
الجنوب شبه محرر، ولديه إيمان وتصميم بتحقيق أهدافه، ولديه أيضا من القوة العسكرية الجنوبية ما يكفيه أن يدافع بها عن أرضه، ولم يعد لدى الجنوبيين خوف من هذا الجانب بعد اليوم..
الجنوب مرت عليه تجارب كثيرة وكبيرة وتوقف عندها ولا يمكن العودة إليها.. وأعتقد أن الإخوة في الشمال لازالوا يراهنون على بعض تلك التجارب، وخاصة منها الأحداث المؤلمة التي حصلت في الماضي بين الجنوبيين، والتي لازالت مراهنات الإخوة في الشمال يعتمدون عليها..
ونقول لهم ليفهموا إن كل ما حصل بين الجنوبيين في الآونة الأخيرة من أحداث مؤلمة إنما تعطي تلك الأحداث القضية الجنوبية حافزا ومزيدا من القوة والتصميم في المضي قدما نحو تحقيق ما تبقى من أهدافها وإن كل مراهناتكم باءت بالفشل..
نعم، لقد تقاتل الجنوبيون فيما بينهم، لكنهم فيما بعد وخلال فترة قصيرة تصافحوا وتعانقوا وتسامحوا وتعاهدوا على شعار (لا فتنة بعد اليوم) مهما اختلفوا.. وللعلم من خلال تلك الأحداث قد عرفوا من السبب في تلك الفتنة التي حصلت فيما بينهم، والشعب في الجنوب ليس غبيا كما تتصورون، فمهما حصل بيننا كجنوبيين، ثقوا كل الثقة بأن العودة إلى باب اليمن مستحيلة..
لقد مر الجنوب بمراحل عدة وفي أغلبها كانت مؤلمة ابتداءً بعام 67م، بسبب النخب الجنوبية التي استغلت السلطات آنذاك، ولنا أمل بالله أن يستفيد الجنوبيون من تجاربهم السابقة، وأن يكون لديهم قناعة بأن الجنوب يتسع لكل الجنوبيين..
صحيح أن هناك خلافات لا ننكرها، ولكنها غير جوهرية، فتوجد بعض الأنانيات والآراء السلطوية من البعض، وسنتغلب عليها بإذن الله في القريب العاجل، عن طريق الحوار الجامع لكل أطياف المجتمع الجنوبي، وسيصبح الجنوب دولة مستقلة ذات سيادة خالية من كل الصراعات والشوائب.