تحاول بعض الجهات أن تبث الدعايات وتضع المبررات والأعذار غير المقبولة في كثير من الأمور ومنها على سبيل المثال حسب ما نسمع في هذه الأيام رفضهم لتواجد القوات العسكرية على أرض الجنوب تلك القوات التابعة لدول التحالف العربي، وخاصة بعد نزول قوات سعودية إلى عدن.
حتى أن البعض من تلك الجهات اعتبر ذلك التواجد استعمارا من جديد للجنوب، وقالوا من يؤيد ذلك التواجد يعتبر خائنا ومتآمرا على الوطن (الجنوب). يا سلام قبل الكلام!!.. طيب ما (البديل) إن لم تكن تلك القوات موجودة على الأرض الجنوبية؟ لماذا لا تقولون الحقيقة أيها المزايدون.
الحقيقة أنا أقولها لكم، كلنا نفهم ونعرف أن (الحوثي وصالح وربما إيران) سيكونون هم البديل دون مزايدة ولا مبالغة ولا نكذب على أنفسنا يا هؤلاء المراوغون وتجار الكلام.. نسيتم عندما قامت تلك القوات بمساعدتنا في السابق في الأيام الصعبة، لم نسمع أحدا منكم يقول هذا التواجد استعمار، ولم نسمع أحدا ينتقد التواجد هذا، باستثناء (صالح والحوثي) وأعوانهما، وهذا من حقهم،
أما نحن كجنوبيين هللنا وفرحنا ورحبنا بوجود تلك القوات، وكنا نتمنى وصولها إلى عدن كل لحظة، وقد كانت ولازالت دول التحالف وقواتها هي السند لنا، وهي التي نستمد منها قوتنا حتى اليوم بعد الله تعالى.
وهي التي تطمئن لوجودها قلوبنا، وعن طريقها ستنتهي الفوضى في الجنوب وسيستقر الوضع بوجودها بإذن الله، وسينتهي أيضا العبث بموارد الميناء والمطار والموارد الأخرى من قبل الفسدة والمفسدين والناهبين خارج نطاق القانون. وهي التي ستوقف ضد كل الأزمات المصطنعة في عدن بالذات، وهي التي ستقوم بتنظيم حركة الميليشيات المسلحة إما بتنظيمها أو بتفكيكها. وعن طريق تلك القوات المتعودة على النظام والقانون بإذن الله نقول وداعا للفوضى، ونقول لهؤلاء إن هناك أمر واقع لابد منه سيحصل إن لم تكن تلك القوات متواجدة في الجنوب، وهو ذلك البديل المتربص بنا في كل لحظة، والكل يعلم ذلك.
ماذا تريدون بعد ذلك؟! هل تريدون (عفاش) والحوثي يستعمراننا من جديد، أم أنكم تخططون لشيء آخر لم نعلمه بعد؟!.
ومن جانب آخر ثقوا كل الثقة بأنه لا يمكن أن تتم هيمنة طرف منكم على طرف آخر إن كنتم تقصدون بأن تلك القوات التابعة لدول التحالف ربما توقف مع طرف دون الآخر، هذه القوات تأتي لحماية الجنوب وأهله دون استثناء، وسترحل عندما تستقر الأوضاع وعند الاطمئنان على زوال الخطر الذي يحدق بنا وبالجزيرة كلها، ولا يمكن أن تفرق بين الجنوبيين. وللعلم هي العامل والضامن الوحيد لمنع تفجير الوضع لا سمح الله بين الجنوبيين أنفسهم مهما كانت قوة تلك الأطراف.
يبدو أننا لم نصل إلى النضوج الفكري لما تتطلبه المرحلة والواقع المعاش اليوم، دول التحالف اختلط دماء أبنائهم بدماء أبنائنا، وعلينا أن لا نظلمهم، فهم منا وفينا ونحن منهم وفيهم، حتى وإن اختلفت القوانين والأنظمة في كل بلد منا، لكن ديننا واحد ومصيرنا واحد وهدفنا واحد أيضا، وإن شاء الله ستزول الحواجز فيما بيننا عن قريب.
وكل ما يهمنا كجنوبيين ومطلوب من دول التحالف أن تقدر موقفنا وتعترف بأن الجنوب له قضية مصيرية (سياسية) ناضل من أجلها وسقطت قوافل من الشهداء لأجل تحقيقها ولايزالون مستمرين في ذلك النضال حتى تحقيق ذلك الهدف، واليوم نحن وأنتم في خندق واحد ضد عدو مشترك واحد.