لم يتضرر الجنوب وحسب من فشل الوحدة بل من الطبيعي ان يتضرر منها الجميع ولكن الطرف المنتصر لم يرى انه فقد دولته ولم يكترث بتبعات دولة الفشل وحتى بعد اعترافهم بفشلها في مؤتمر الحوار تم اقرار تكريس الاستعمار بنسخه جديدة وضحوا في سبيل ذلك بوحدة الشمال كقربان عبر الستة اقاليم وبذلك تم ادخال مشروع الاقاليم او الشرق الاوسط الجديد للجزيرة العربية ليهدد وحدة دولها !
ظهر مشروع الحرب والدمار الستة اقاليم الذي افرزته القضية الجنوبية ليشعل هذا المشروع حرب لا زالت قائمة وتحرق الشمال الارض والانسان واصبح مشروع الستة اقاليم من معرقلات السلام والحل السياسي ولا سلام دون حل قضية الجنوب بل حتى لا حسم دون ذلك !
تدخل التحالف العربي ووجد الجنوب كشريك استراتيجي يجب دعمه والحفاظ عليه ولو ان التحالف ضغط باتجاه تعديل الاقاليم الى اقليمين لأوجد تحالف قوي ضد الانقلابيين والمشروع الايراني ولكن وبسبب عدم اعادة الجنوب تم استنزاف التحالف من حلفاء تتجه اعينهم باتجاه الجنوب ولم يجدوا من التحالف حزم يصنع واقع الجنوب والشمال ليضعهم بين خيارين اما ان يفقدوا الشمال او يفقدوا الجنوب والشمال معاً فالجنوب لابنائه وصمام امان لدول التحالف .
اصبح الجنوب اليوم حجر الزاوية في نجاح التحالف فعودته سيحفظ التوازن كما ان وجوده ووجود الشمال ككيان سيمكن التحالف من صناعة تحالفات قوية وتقييم الوضع العسكري والسياسي في الشمال بمعزل عن الجنوب الذي سيحقق وجوده عزل لأي قوى في الضفة الاخرى من ايجاد حلفاء لهم في الجنوب يربكون التحالف ومهمته !
لقد اصبحت القضية الجنوبية جوهرية في الحرب القائمة حتى وان لم يظهر ذلك للسطح وبات ملف الجنوب مفتاح النجاح للتحالف وقد يتسبب له بالفشل فقد تعاظمت مشاعر السخط لدى الجنوبيين والخوف من تجاوز التحالف لهم واصبح التحالف مهدد بخسارة حليفه الاهم الذي يرى ان الحسابات الخاسرة شمالاً اتت على حسابهم .
الجنوب اصبح مركز التجاذبات والصراع وليس الشمال ومناطق سيطرة الحوثيين وتتعرض دول التحالف لاستهداف اعلامي كبير يسعى لتصويرها بانها ليست حليفة وانما اوصياء ومستعمرين وهذا ما نسعى لمواجهته ولكن التحالف وعبر تمكين الجنوبيين والتعامل معهم كشركاء سيخرس تلك الادعاءات .
دعم الجنوبيين سيجعل منهم قوة متصدره على ارضهم وسينهي كل التصورات الخاطئة عن ان دول التحالف تبني نفوذها او توسعها وسطوتها في الجنوب وهذا سيشعل صراع دولي وتدخلات كبيرة من عمان وغير عمان ليكون الجنوب سبباً في تدمير وحدة مجلس التعاون الخليجي وزعزعة استقراره .
قوى الشمال التي طمعت في الجنوب ورفضت التعامل معه كند وشريك خسرت الكثير فيما كان بإمكانها ان تكسب نتائج تلك الشراكة لذا يدرك التحالف ان الجنوب لن يكون الا شريك ولا يريدون خسارته وهم بالفعل شركاء ولكننا نتطلع لشراكة اكثر قوة ووضوح ولا بد من تقييم شجاع يرسم معالم المرحلة القادمة .
/ نبيل عبدالله