تقع الضالع على الشمال من عدن وتبعد عنها ب130 كلم تقريبا وللوصول اليها لن تجد كثير عناء فالطريق الرابط بين المدينتين يزدحم بالمركبات على مختلف أنواعها غير أن سوء حالة الإسفلت ورداءته وكم الحفر على طول الطريق تشكل عائقا حقيقيا وخطيرا على المسافرين ’تبدأ من الخط الرابط بين مدينتي الحوطة ودار سعد الذي لم تمر على إعادة تأهيله سوى 4 سنوات فقط .وتستمر معاناتك كلما اقتربت من وجهتك لتكتشف أن كثرة التعرجات على الطريق والمنحنيات والصعود والنزول كان يمكن تلافيها بقليل من الجهد والإخلاص عند تنفيذ المشروع ابتداء .
الضالع بركة مجاري وغياب تام للأمن و الخدمات:
لا تستطيع وأنت تلج المدينة أخذ انطباع مختلف أو تحديد شعور معين غير صور وأحاديث وروايات عن أهل الضالع تتمحور أغلبها وتتفق أن الرجل منهم نسيج وحده بضاعته الصدق والمواجهة وكم هائل من الحدة والطيبة والإباء مجتمعات بشخصه’ والحقيقة أن المدينة على طول صبر أهلها مغيبة تماما من المشاريع التنموية والبيئية ولم تستطع السلطة الملحية حتى بعد اعتماد الضالع كمحافظة الحفاظ على البنية التحتية التي كانت على بساطتها قائمة في المدينة فبعد حرب 94 سطا متنفذون على المساحة والمتنفس الوحيد فيها (الحديقة ) وباعوها لتقام عليها هياكل عشوائية سميت مجازا دكاكين وباقي المساحة حولت إلى سوق للقات تتنافر بوسطه كنتونات حديدية يؤجرها متنفذون كبقالات ومحلات لخدمة الجوال هذه الصورة أضرت كثيرا بمدينة الضالع اجتماعيا وبيئيا وحضريا فقد شكل سوق القات عائقا كبيرا لخط سير المرور ومرتعا خصبا لانتشار الأمراض و القاذورات ومنضرا متخلفا مقارنة بحاله في سنوات سابقة حيث كان السوق المركزي بوسط المدينة يحوي مساحة معقولة لبائعي القات والخضروات واللحوم وتجار التجزئة والمتجولين,
كما سطا المتنفذون على( دار الضيافة) بجانب الحديقة وحولوا المساحة الغناء حوله الى أرض جدباء بيعت وأقيمت فيها بغير تخطيط غرف لحلاقة الشعر ولو كندات أشبه بالغرز .
وكذلك آلت مؤسسات التعاونيات الزراعية لصالح أشخاص وطال التدمير مبنى السينما الذي كان يستخدم كمسرح أيضا قدمت فيه بوقت سابق العديد من المسرحيات الفنية والعوض الأكروباتية ,وليس حال المستشفى المركزي بالمدينة ببعيد عن ذلك فشق بركة المجاري المفتوحة منذ 8أعوام بالقرب من المستشفى زاد من سوء الحالة حيث تقع بمحاذاة بركة المجاري والتي تتجمع فيها مخلفات مياه الصرف الصحي لمدينة الضالع كاملة منازل المواطنين ملاصقة تماما ولا تبعد عنها سوى أمتار وفي محيط البركة الآسنة تقع مدرستان يرتادهما أطفال ومشروع لروضة هو أقرب اليها مما سواه وعلى جنوب شرق حفرة المجاري تتوزع عدد من الصيدليات ومستوصفات خاصة ومبنى للأمومة والطفولة .
وكنت قبل أربع أعوام قد اتصلت بمدير إدارة المياه بالمدينة وسألته عن دورهم في حل مشكلة بركة المجاري الآسنة وخطورة بقائها مكشوفة على صحة المواطنين والطلاب والمرضى القريبين منها ؟فأفاد أنهم قد تسلموا مبلغ المناقصة الخاص باستكمال المشروع وهم على وشك الشروع بتنفيذه غير أن الحال لم يتغير إلى اليوم حيث مازالت البركة على حالها .
السوق المركزي مشكلة أخرى :
تصادفت زيارتنا للمدينة مع موسم الأمطار وخلالها يتحول الخط العام والذي لم يبقى من الإسفلت على أرضيته سوى بعض الحفر التي باتت تشكل عائقا في الطريق تسبب الكثير من الحوادث أثناء محاولة السائقين تفاديها. حين يتحول السوق المركزي بالمدينة الى مستنقع تتمازج فيه كميات كبيرة من الأتربة مخلوطة بمياه الأمطار والمجاري الطافحة على مدار الساعة حيث يصعب السير فيه على الأقدام والخيار المناسب لك حينها هو الابتعاد قد المستطاع عن ذلك المنضر المنفر حقيقة .
السلطة المحلية غياب كامل :
وما تستغربه مع كثرة المشكلات وتعددها هو غياب الدور الحكومي الكامل وكذلك الجهات ذات العلاقة وكأن الأمر لا يعنيها فلا ترى أي تحرك باتجاه معالجة هذه المشكلات التي تتفاقم وتزيد مسببة المزيد من الضيق والسخط في نفس المواطن البسيط.